حصلت الكاتبة الأنكليزية دوريس ليسنغ على جائزة نوبل للآداب لقدرتها الإبداعية في رحلتها الروائية التي بدأتها في بداية الخمسينات من القرن الماضي، وأنجزت ما يزيد عن خمسين عملاً روائياً ترجمت خلالها خطها الفكري والأخلاقي .

المتتبع لأعمال دوريس ليسنغ يجد انها تتنوع في مواضيعها، فمن المواضيع العاطفية الى قصص الخيال العلمي . وكدلك لها اعمال مسرحية عديدة .

ولدت الكاتبة دوريس ليسنغ عام 1919م،وطفولتها تشبعت بعوالم أفريقية، البيئة التي نشأت فيها، ولهذه العوالم اثر كبير في تشكيل افكارها . وتظهر افكارها مجسمة في كتابها : •GOING HOME الذي صدر عام 1957م والذي تندد فيه بالتمييز العنصري .  اما كتابها الأكثر شهرة فهوThe GOLDEN  NOTEBOOKوهو عبارة عن مذكرات كاتبة ناجحة، وفي روايتها هذه تعالج قضايا المرأة، الأّ انها في مناسبات عديدة تؤكد على انها ترفض رفضاً باتاً أي شكل من أشكال الأدلجة، ولذا فإنها ضد ان يصنف أدبها في إطار الأدب النسوي أوفي إطار النظريات السياسية الجامدة، رغم انها كانت قد انتمت للحزب الشيوعي قبل عام 1956، ومع انها غادرته بعد هذا التاريخ الأ ان اعمالها بقيت تصب في مجرى الأدب السياسي وتحمل الطابع الأخلاقي الإنساني .وفي روايتها ( حلم عذب ) تلخص تجربتها مع الحزب الشيوعي وما استجد في قناعاتها حيث تقول خلال هذه الرواية : انها تجازوت الرؤى الطوباوية . 

اما روايتها الأخيرة فهي : ( THE GOOD TERRORISTوهي حول مجمموعة من الشباب الثوريين اليساريين .

ساهمت الكاتبة لسنغ في كثير من المشاريع الخيرية لمساعدة القارة التي نشأت فها، وهي القارة الأفريقية، وعلى الأخص لبلدها زمبابوي،

عند حصول الكاتبة ليسنغ على الجائزة قالت : "جاءوا قبل ثلاثين عاماً وأخبروني بأنهم سيمنحوني هذه الجائزة،  وان هذا لم يحصل، فهم اناس غير جديرين بالثقة ... وبالتالي انها كأية جائزة اخرى، وقد نلت منها الكثير...

كان من المرشحين لجائزة نوبل للآداب لعام 2007م، الروائي الإيطالي كلوديو ماجريس، ثم الشاعر الأسترالي ليفر موري، والروائي الأمريكي فيليب روث، والشاعر السويدي توماس ترانسترومر، والمرشح الخامس الشاعر السوري ادونيس .

في الطب

كانت جائزة نوبل في مجال الطب لعام 2007م من نصيب كل من ماريو كابيتشي واولفر سميثز الأمريكيين والبريطاني مارتن ايفانز وذلك لأهمية ابحاثهم في الخلايا الجذعية الجينية واكتشافاتهم المتعلقة بإدخال تعديلات جينية معينة على الفئران باستخدام خلايا جذعية .

كانت الأنظار متجهة نحو ثلاث علماء أمريكيين، وكان من المتوقع فوزهم بجائزة نوبل للطب وهم اليزابيث بلاكيرن، وكارول غريدر، وجاك زوستاك، لاكتشافهم انزيم ( تلوميريز ) الذي فتح الأبواب واسعة لأبحاث السرطان والشيخوخة، ومن المرشحين أيضاً البريطاني السير آليك جيفريز الذي اكتشف عام 1984م، البصمات الجنينية التي ساعدت القضاء في حل لغز بعض الجرائم، وقضايا النَسَب العالقة امام القضاء، وصرح هانز يورنفال أمين عام لجنة نوبل : : اننا نعد ونعمل على اتمام اجراءت الترشيحات والإختيار مند الشهر الثاني من كل سنة .

في الكيمياء

جائزة نوبل للكيمياء كانت للعالم الألماني غير هارد ارتل، وذلك لاكتشافاته المهمة في الصناعة الكمياوية التي ساعدت في فهم عمليات متباينة مثل لماذا يصدأ الحديد كيف تعمل المحفزات في سياراتنا .

في الفيزياء

اعلنت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم ان جائزة نوبل في مجال الفيزياء لهدا العام، للألماني بيتر غرونبرك اضافة للفرنسي البير فير والعالمان قد توصلا عام 1988م الى ما يطلق عليه " المقاومة المغناطيسية العملاقة : وهي التقنية المستخدمة اليوم في الأقراص الصلبة لأجهزة الكومبيوتر، وأشارت الأكاديمية الى أن السبب في منحهما الجائزة، هو أنهما وبشكل منفصل اكتشفا تأثيراً فيزيائياً يدعى ( جي، ام، آر ) او المقاومة المغناطيسية التي شكلت ثورة في التقنيات، التي تتتح قراءة البيانات المخزونة على قاعدة معدنية وأعلن بيير كارلسون، رئيس اللجنة التي تمنح الجائزة ،ان الفضل في تقليص حجم أجهزة الكومبيوتر يعود بشكل كبير الى هذا الإكتشاف، وكذلك الإنخفاض الكبير بالأسعار نتج عن تطبيق هذه التقنيات .
العالم بيتر غرونبرك يبلغ من العمر 68عام ويعمل في معهد ابحاث الأجسام الصلبة، التابع لمركز بوليش الألماني، العالم الفرنسي ألبير فير يعمل في مركز ابحاث في جامعة في جنوب فرنسا .

محطات في تاريخ جائزة نوبل

أول جائزة كانت عام 1901م وكانت مناصفة بين جان هنري دونانت من سويسرا، وهو مؤسس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وفريدريك باس من فرنسا وهوالمؤسس وأول رئيس لجمعية السلام الفرنسية .

1989م كانت للدلاي لاما الرابع عشر للتبت، اسمه الحقيقي تينزن جياستو وهو زعيم ديني وسياسي لشعب التبت في الصين، ولد عام 1935م

1993م كانت مناصفة بين نلسن مانديلا وفردريك وليام دي كليرك آخر رئيس لجمهورية أفريقا وذلك لإنهاء التفرقة العنصرية فيها .

1999م لمنظمة أطباء بلاحدود في بروكسل والتي تأسست عام 1971م اما في عام2006كانت من نصيب البنكلاديشي محمد يونس مع بنك جرامين ( مصرف الفقراء )

2004 لوَنجاري ماثاي مؤسسة الحزام الأخضر، وهي تعد راعية حملة المليار شجرة كأهم نشاط بيئي في أفريقيا، وهي ايضاً معروفة في كفاحها ودأبها المستمر من أجل الدمقراطرية وحقوق الإنسان والحفاض على البيئة .

في علم 1977 اسست وَنجاري ماثاي حركة الحزام الأخضر في كينيا، وعبر ثلاثين عاماً كبرت حركتها وتحولت الى قوة دافعة من أجل التغيير، وعبر هده الأعوام عملت تسعمائة الف امرأة ريفية على تأسيس حاضنات للأشجار وزراعة الأشجارايضاً، سعياً لإيقاف تآكل الغابات، وفي اطار عملها كحملة دولية زرعت ما يناهز الثلاثين مليون شجرة في افريقيا .

" حين نزرع أشجاراً نزرع بذور السلام والأمل "

ولدت ونجاري ماثاي عام 1946م، وانهت دراستها في الولايات المتحدة، وحصلت على شهادة الماجستر من جامعة بيتسبرج، وكانت أول امرأة في شرق ووسط أفريقيا تحصل على الدكتوراه، بعد حصولها على الدكتوراه قامت بتدريس مادة التشريح البيطري، وترأست المجلس القومي للمرأة في كينيا من عام 1981- 1987 وتحولت الى بطلة قومية بدعوتها الى مناهضة الأستيلاء والتخصيص الغير قانوني للغابات .

في عام 2002 انتخبت ماثاي في البرلمان الكيني، وتم تعينها مساعدة وزيرة البيئة والموارد الطبيعية، وحازت على جائزة برنامج الأمم المتحدة للبيئة وكذلك جائزة كولدمان للبيئة .

الفريد نوبل يضع جوائز للمبدعين

انشأت جائزة نوبل على يد العالم السويدي الفريد نوبل عام 1901م بعد ان جمع ثروة هائلة من بيع اختراع الداينمت، اصبحت جائزة نوبل تمنح في مجالات عديدة كالكيميا، الفيزياء، الطب، ومساعي السلام والإققتصاد، الأّ ان اهمها هي جائزة نوبل للآداب، وقد نص نوبل في وصيته على أن تمنح جائزة سنوية لإبداع أدبي متميز .

كان أول فائز بجائزة نوبل للآداب عام 1901 هو الشاعر الفرنسي سولي برود أوم، الذي تم تفضيله على المرشح الآخر الأديب تولستوي .

يتم اختيار الفائز من قبل الأكاديمية السويدية من قائمة تضم خمسة أسماء يتم ترشيحهم من قبل أساتذة مختصين في الأدب ومعهم عدد من الفائزين السابقين بجائزة نوبل .

على الرغم من أهمية الجائزة معنوياً ومادياً حيث تبلغ قيمتها عشرة ملايين كرونة سويدية اي مايعادل 1.4 دولار،الأّ ان بعض من فاز بها رفضها، ومن أهم الأسماء التي رفضتها الفيلسوف الوجودي الفرنسي جان بول سارتر، وذلك في عام 1964م .

بقيت هذه الجائزة تمنح للأدباء الغربيين خلال النصف الأول من القرن العشرين، وكان الروائي النيجيري وليه سوينكا أول أديب أفريقي يفوز بها، وكان ذلك عام 1986م .

في عام1988م فاز الروائي العربي نجيب محفوظ بجائزة نوبل للآداب وهو أول أديب عربي ينال هذه الجائزة .