حبيب الصايغ .... نموذج حقير صنعناه بأيدينا
فصل من كتاب د . أسامة فوزي " عشر سنوات صحافة في مضارب ال نهيان "
كان حبيب الصايغ يعاني من نفس العقدة التي عانى منها عبدالله النويس وهي انحداره من عائلة ايرانية والصايغ على وجه التحديد هو ابن تاجر ايراني يعمل بتجارة الذهب، والطريف ان العائلة استمدت اسمها من مهنة جدها الكبير الذي كان وكيلا لتجارة الذهب واللؤلؤ وسمسارا للمهربين على طرفي الحدود وعليه لم يطمع حبيب الصايغ من عمله في جريدة الاتحاد الى اكثر مما حصل عليه فعلا كمدير تحرير يعمل تحت امرة ( خالد محمد احمد ) الذي كان يطمع بدوره ان يزاحم عبدالله النويس على منصب وكيل الوزارة لان خالد الذي ينتمي الى عائلة منحدرة من دبي يرى انه احق بهذا المنصب من الايراني عبدالله النويس
* حبيب الصايغ الذي لم يكن - اثناء عمله في الاتحاد- معروفا الا للفراش الهندي في الجريدة اصبح بفضل جريدة الفجر وبفضلي شخصيا اسما متداولا في الاوساط الادبية والثقافية فقد قدمته في ندوة شعرية في النادي السياحي في ابوظبي وكانت معه ظبية خميس والدكتور احمد امين المدني واحمد راشد ثاني ... ثم قدمته في ندوة اقيمت في الشارقة ووقفت سدا امام حملة ناقدة له شنها عدد من الحاضرين وتوجت دعمي له بالكتابة عنه ... وتحليل قصائده ... ونشر بعضها في عدد من الصحف والمجلات الصادرة في العواصم العربية وعرفته -عبر المراسلات- بامل دنقل وعبده جبير وعلي فودة وعشرات من الكتاب والصحفيين والادباء العرب.,.. وكنت افعل ذلك ظنا مني اني اؤسس لمعارضة اماراتية مثقفة لنظام حكم قبلي عشائري موغل في الرجعية ... واكتشفت لاحقا اني كنت واهما .
كانت بعض مقالاتي عن الفساد في جامعة الامارات -حيث كنت اعمل - تنشر في جريدة الفجر موقعة باسم حبيب الصايغ ولم يدخل الصايغ جامعة الامارات بل ومدينة العين الا معي يوم زارني مع محمد يوسف وظبية خميس وسمر سعد التي كانت تعمل مع زوجها في مجلة الازمنة العربية وسمر هي ابنة المطربة ( نجاح سلام ) !!
* كان هدفنا من تبني حبيب الصايغ وتلميعه وتقديمه الى الاوساط العربية هو ضرب عبدالله النويس وتيار كامب ديفيد الذي تبناه دون ان نعرض انفسنا للمصير الذي انتهى اليه بدر عبدالحق ( بدر طرد من الامارات ورحل منها خلال 24 ساعة لانه كتب خبرا ذكر فيه اسم الشيخ مبارك وزير الداخلية المكرسح - ... كان رهاننا على حبيب الصايغ رهانا خاسرا فابن تاجر اللؤلؤ والذهب والزمرد سرعان ما ارتد الى ( اصله ) وانتصر لتقاليد عائلته التي اشتهرت بالسمسرة فاستغل صورته الجديدة التي رسمناها له للتكسب وبدأنا نقرأ له قصائد في مدح الشيخ خليفة ولي العهد لم يكتب مثلها نفاقا وارتزاقا حتى ( مطارزية ) الشيخ ( رغم ان الصايغ كان يشتم الشيخ خليفة امامنا وفي مجالسنا ساخرا من اميته وقلة تعليمه ) وانتهت علاقة الصايغ بالنويس الى شهر عسل بعد ان قدم النويس للصايغ ( رشوة ) فرخت مجلة اسبوعية اسمها ( اوراق ) اصدرها الصايغ كبداية في لندن ثم اصبح يصدرها ويطبعها ويوزعها في ابوظبي دون ترخيص بمساعدة عبدالله النويس الذي وجد لها تخريجا قانونيا وتعامل معها كمطبوعة اجنبية !!
* "اوراق" حبيب الصايغ وعنصريته وانتهازيته بدأت تتكشف ورقة اثر ورقة ... فالعاملون مع الصايغ في" اوراق" لم يتسلموا مرتباتهم وحقوقهم المالية وكان بينهم الصحافي محيي الدين اللاذقاني والشاعر العماني سيف الرحبي ( الذي اخبرني شخصيا بهذا الامر ) والكتاب الذين استكتبهم الصايغ لمجلته اكتشفوا انهم يكتبون ( ببلاش ) والذين ظنوا - مثلي- ان تبنيهم لحبيب الصايغ يساعدهم في ضرب اجهزة عبدالله النويس تحت الحزام اكتشفوا ان الصايغ نفسه اصبح اكثر سفالة وعنصرية وحقدا على الكتاب والصحفيين العرب الوافدين ( الايانب ) من عبدالله النويس نفسه .
حبيب الصايغ مثلا واحد من هؤلاء الذين زرعهم النويس فى جريدة "الاتحاد" فأفسدوا كل القيم وأثاروا كل العصبيات وغذوا كل المشاعر الإقليمية والحساسيات ولم يكن هذا غريبا على ابن يوسف الصايغ تاجر اللؤلؤ الإيراني الأصل الذى عرف منذ مطلع هذا القرن من أين تؤكل الكتف وأورث أولاده هذه المعرفة فإذا بولده حبيب الصايغ ينقل إلى الأدب والصحافة كل ألاعيب وحركات تجار الذهب واللؤلؤ والساعات السويسرية الفاخرة .
( أوراق ) التي أصدرها فى لندن ونقلها بتواطؤ مع النويس إلى أبو ظبى فإذا بها تدار كما كان يدير والده سوق الصاغة فى شارع حمدان حين كان يأخذ من الزبائن ولا يعطي ولا أعرف حتى اللحظة كاتبا أو صحافيا عمل لدى مؤسسة حبيب الصايغ وقبض أجره قبل أن يجف عرقه أو بعده .
كاتب هذه السطور يتحمل جريرة حبيب الصايغ لأنه هو الذى أوجده وأطلقه فى عالم الشعر والأدب والثقافة ونقله من مجرد "شعرور" ينظم أبياتا مقفاة فى مدح الشيوخ إلى شاعر تفعيلة يكتب عن فلسطين وعن الثورة والحرية والاشتراكية.... يومها كنا نبحث عن راس حربة من مواطني البلاد نخترق بها عالم الثقافة والأدب المرتهن للشيوخ ووجدنا ضالتنا بابن الصايغ فكتبنا عنه وله ونفخناه .... عرّفناه على الأوساط الأدبية العربية وقدمناه فى الندوات والأمسيات والمحاضرت حتى ضربنا به وزارة الإعلام يوم اقنعناه أن ينشر مقالة حول ممارسات النويس فإذا بالمقالة تهوي كالسوط على أكتاف الوزارة وإذا بالنويس يكتب رداً وإذا بالشيوخ يجدون فى مضاربهم سجالا من نوع جديد يحمل فى طياته بذور تمرد فتحركت دراهمهم تلاغي أبن الصايغ فإذا بغرائزه الذهبية والماسية التي ورثها عن والده فى سوق الصاغة تنتصب وإذا به ينقلب رأسا على عقب ويعود إلى قواعده شاعرا مداحة، لا يكاد يمر يوم إلا ويشير فيه إلى "سماحة وعظمة سمو رئيس الدولة وولى عهده الأمين".
مرة، فوجئ الوسط الصحافي بالإمارات بمقالة نشرها محمد الماغوط لحبيب الصايغ فى جريدة "الخليج" وكان الماغوط محررا لصفحة الثقافة والأدب فى تلك الجريدة وكان موضوع المقالة يدور حول اتهامات كالها الصايغ للكتاب العرب الوافدين ليس بقصد التحاور معهم وإنما فقط رغبة فى ممارسة الزعامة واعتقادا منه أن لقمة العيش ستحول دون أن يتصدي له الوافدون بالرد وكان الماغوط لغايات فى نفسه يفرد لقصائد ومقالات ابن الصايغ مساحات لم يحلم بها ناظم حكمت ولا فردت من قبل لطاغور وقد استفزني الهجوم بوقاحته ونذالته فاسرعت إلى كتابة رد مطول ، ساخر ، وموثق جعل ابن الصايغ يتوارى عن الأنظار إلى حين ومن يومها جبن الرجل عن مواجهتي على صفحات الجرائد، واكتفى بالدس فى مجالسه الخاصة وتحريض هذا المسئول أو ذاك فى هذا الجهاز أو ذاك إلى أن غادرت الإمارات مهاجرا فإذا بي أراه يكتب في غيبتي ما لم يكن يجرؤ على كتابته يوم كنت مشرع القلم للنزال فى صحافة الإمارات ولم يكن هذا بغريب عليه فتلك هي ثقافة قاطع الطرق وأخلاق شعرور ينتمي إلى دولة كانت تسمي فى كتب التاريخ بساحل القرصان .
هذا الوغد التافه - حبيب الصايغ - كان من ضمن الذين كرمتهم وزارة الاعلام الاماراتية باعتبارهم من صناع الصحافة في الامارات . حبيب الصايغ - اليوم- مجرد مراسل لاولاد عمران يدير لهم شئون التوزيع والاعلانات في ابوظبي ولا يجد من يشير اليه بالبنان ... او حتى بالحذاء رغم ان المجمع الثقافي يحاول دوما ان يدفع بالصايغ الى الواجهة كي يقدم بعض ضيوف المجمع من ادباء وشعراء كعريف حفل ... لا اكثر ولا اقل ... ويبدو ان هذه هي الوظيفة التي تناسبه فعلا.... وقد حرصت ان اكتب عن الجانب الصحافي والمهني لهذا المخلوق وتجنبت الكتابة عن الجانب الاخلاقي ... فحكايته مع ظبية خميس معروفة ... وتصرفاته في الشقة المفروشة التي اتخذها مقرا في الشارقة بعيدا عن عيون زوجته معروفة وحتى حكايته مع زوجته الثانية ( السرية ) المصرية معروفة... وقد نعود اليها ان لزم الامر .
.
...