الرئيس الأميركيّ الأشدّ بياضاً !

2014-07-02
 //api.maakom.link/uploads/maakom/originals/0e26ce51-a0a8-4ef9-aac8-f9ef1c88a061.jpeg
منذُ نُصِّبَ  في 1789 ، جورج واشنطن ، رئيساً للولايات المتحدة الأميركية ، بعد أكثر من عقدٍ على إعلان الاستقلال
في الرابع من تمّوز ( يوليو ) 1776   ، تداوَلَ رئاسة هذا البلد  ، أربعةٌ وأربعون رئيساً ، آخرُهم الحاليّ باراك حسين أوباما .
هؤلاء الرؤساءُ بِيضٌ جميعاً .
باراك أوباما هو الأشدُّ بياضاً بينهم جميعاً .
الرؤساءُ ( كلُّهم أبيضُ كما أسلفتُ  ) ، كانت لهم أفعالُهم ، وفِعالُهُم .
لكنّ ما يوحِّدُ بينهم، هو إيمانُهم العميقُ والدمويّ بتفوُّقِ الرسِّ الأبيض، على بني آدم جميعاً .
هكذا أبادوا السكّانَ الأصليين، الهنودَ الحـُمر .
وهكذا استعملوا القنبلة النوويّة ضد شعبٍ آسيويّ، في هيروشيما وناغازاكي .
هكذا طبّقوا سياسة الأرض المحروقة في الفيتنام .
وهكذا حرصوا على إذلال شعب أميركا اللاتينيّة واستعبادها، والحؤول دون أن يكون في شبه القارة رئيسٌ من أهلها
الأصليين : شعوب حضارات المايا والأنكا والأزتيك  ...
أمّا نحن ، العرب ، في الشرق الأوسط وشماليّ إفريقيا ، فلسنا بحاجةٍ إلى التاريخ ، مُذَكِّـراً .
*
أقولُ هذا ، وأنا أُتابِعُ العقدةَ السايكولوجيّة لباراك حسين أوباما .
كان والد أوباما يكره ابنه.
هكذا نشأَ أوباما حاقداً .
لكن محاولة القراءة السايكولوجيّة قد لا تكون، وحدَها، كافيةً، لفهم حقد الرئيس الرابع والأربعين، علينا، نحن العرب، المسلمين. 
هذه الحرب التي ليس لها من نهايةٍ إلاّ بنهاية أوباما تبدو غير معقولة، إلى حدٍّ منها.
أهي شجاعةٌ أن تُسَخِّرَ  دولةٌ عظمى
، مواردَها، وسياساتِها، وخبراءَها، ونُخْبةَ جيوشِها لمحاربة أناسٍ فقراء، مسالمين،
جياعٍ ...
أهي سيرةٌ لرئيسٍ أن يُكَرِّسَ ذكاءه، المعقّد، لغاية واحدة، هي محاربة العُزَّلِ، العرب، والمسلمين ؟
صحيحٌ أن العرب والمسلمين ليسوا بِيضاً .
ليسوا بِيضاً مثل الرئيس الأميركيّ ، باراك حسين أوباما، الأشدّ بياضاً بين رؤساء أميركا الأربعة والأربعين !
لندن  31/8/2013


سعدي يوسف

 شاعر عراقي وكاتب ومُترجم، وُلد في ابي الخصيب، بالبصرة عام 1934. اكمل دراسته الثانوية في البصرة. ليسانس شرف في آداب العربية. عمل في التدريس والصحافة الثقافية . غادر العراق في السبعينيات وحاليا يقيم في لندن ونال جوائز في الشعر: جائزة سلطان بن علي العويس، والتي سحبت منه لاحقا، والجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة كافافي من الجمعية الهلّينية. في العام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلفٍ أجنبيّ. في العام 2008 حصل على جائزة المتروبولس في مونتريال في كندا . وعلى جائزة الأركانة المغربية لاحقاً

عمل كعضو هيئة تحرير "الثقافة الجديدة".

عضو الهيئة الاستشارية لمجلة نادي القلم الدولي PEN International Magazine

عضو هيئة تحرير مساهم في مجلة بانيبال للأدب العربي الحديث .

مقيم في المملكة المتحدة منذ 1999.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved