لا أنكر دور أي قيادة جماعية في التاريخ أو في حياتنا اليومية، لكنني أنحاز لدور الفرد في كل سيرورة الوجود، فتفرد الفرد هو الذي يؤسس نسقا متمردا، ويمنح الجهات جهوية ً جديدة ً وهذا الفرد في الوقت نفسه سيكون مانعة صواعق لقوة المعارضة ولقوة ( خالف تُعرف ).. حين يكون ثمة هجوم مباغت، فأن هذا الفرد عليه وحده أن يشهر قلمه ويذود مدافعاً عن الحصن ..ودور الفرد يقترن بمرحلة الريادة الفكرية والشعرية والأجتماعية والتأسيسية، ولنا في منتدى أديبات البصرة : الكوكب الأمثل ..
(*)
خطوتها التأسيسية بدأت مع الغرفة المخصصة للمنتدى في مبنى الأتحاد : الشاعرة بلقيس خالد بجهودها الفردية أثثتها . وفي كل خطوةٍ تصغي للجميع ثم تنفّذ ما يضيف خطوة ً جديدة ً لمنتدى الأديبات قد نختلف معها وأحيانا نخاف عليها من روح المغامرة، لكنها بإصرارها تجعلنا نقف على أقدامنا ونحيّ إرادتها الواعية . تؤمن بلقيس خالد : بالأختلاف وتمقت الخلاف ولكن من حقها أن تزيح أشواك السعف بسكين عمياء حتى لاتصاب بالأذى تلك الأيدي الريفية النسوية التي تنسجُ من خصلات السعف : مرواح خوص ومكانس .
(*)
في أمسية اليوم ( 10- 5- 2017 ) أحتفى المنتدى بالمطبوع الأول للدكتورة سندس صديّق بكر:( أرتديك مرتقا أيها الفرح ).. كانت فيوضات الفرح ملء السمع والبصر وسعة المبنى وعلوه الشاهق .. وكان الفرح لاينقصه إلاّ حضور الناقد الدكتور سلمان كاصد رئيس اتحاد أدباء البصرة – شافاه الله وعافاه -
فرح بصري مِن أول السطر إلى آخر مصباح تفرد بحراسة الصمت المشحون بعبق الحضور ونجمات الكلام ..
(*)
رئيسة المنتدى الشاعرة بلقيس خالد : قدّمت الجلسة بغصن ذي ثلاث وردات في كل غصين وردة جوري للورود إناقة الشاعرة في حضوراتها المبهجة .. بصوتها الخفيض النبرة قرأت ( إنطباع أول ) ثم ( مفتتح الجلسة ) . ثم قدّمت الشاعرة المحتفى بها بسطورٍ مشعرنة وكل ( ثم ) تفصل بين ورقة وأخرى كان يملأها فرحا موسيقيا الدكتور ثامر فوزي الخياط وهو يستنطق إلة العود ..
..في ورقة الأفتتاحية تحدثت بلسان نون النسوة وأستوقفني هذه الجملة المعرفية المكابرة .. ( نحن نرفض التكرار ونكابر كنساء بصريات أن قيمتنا الثقافية بزيادة متغيراتنا الثقافية في أماسي الاتحاد ) مابين القوسين لا للمقاهي ينتسب الكلام ولاهو ( حجي نسوان) بل منطق امرأة واعية للضرورة الثقافية في حراكنا الثقافي البصري ولم تجعل بلقيس كلامها مرتهنا بطوقه . بل سعت لحراثته شخصيا كرئيسة للمنتدى وبالتعاضد مع زميلاتها في المنتدى . ومابين القوسين ينفعنا جميعا كطموح مشروع وكضرورة لابد منها دفاعا عن الحيوي والضروري في ثقافتنا البصرية والعراقية ..
(*)
في الأمسية أبدع العازف الدكتور ثامر فوزي الخياط، وهو يسرد بلاغته الموسيقية على العود .. وفي الأمسية كانت طيور قصائد الشاعرة سندس السقف الملوّن المتحرك اتحاد أدباء البصرة .. وكان الحضور منجذبا ومجذوبا في حضرة الصوت الرخيم للشاعرة الدكتورة سندس صدّيق بكر..
(*)
حكامنا لايجلبون لنا جبال جليد ليجرشوها ويتلطف الطقس لدينا كما يفعل الآن حكّام الخليج مع شعوبهم .. إذن علينا كمشتغلين في الوسط الثقافي أن نحصد المياه ونرّبي الأشجار ربما هذا هو الإكتفاء الذاتي الأخضر الذي تضوع من منتدى أديبات البصرة.. من خلال الشاعرة بلقيس خالد .