الشعر خبزي اليومي

2008-10-18

 الشاعر العربي الكبير سعدي يوسف ضيف اليوم العالمي للشعر

ينظم بيت الشعر في المغرب ،في إطار الاحتفال ب 21 مارس اليوم العالمي للشعر ،عدة لقاءات و أنشطة شعرية بالتعاون مع بعض المؤسسات الثقافية و التربوية و الجمعوية.
كلمة الشاعر ،كتبها هذه السنة، بطلب من بيت الشعر في المغرب ،الشاعر العربي الكبير سعدي يوسف،بعنوان :الشعر خبزي اليومي.أما الملصق الفني فأنجزه الفنان التشكيلي صلاح بنجكان.
يتميز برنامج هذه الدورة بعقد أمسيتين شعريتين مركزيتين يوم 21 مارس.الأولى بمدينة السمارة بالتعاون مع جمعية التقدم للتنمية ،و الثانية بالمكتبة الوطنية بالرباط مع مركز طارق بن زياد،و هي الأمسية التي سيشارك فيها الشاعر العربي سعدي يوسف و نخبة من الشعراء المغاربة،إلى جانب الشاعر الفائز بجائزة الديوان الشعري الأول التي يمنحها بيت الشعر سنويا بدعم من وزارة الثقافة.
كلمة الشاعر العربي سعدي يوسف التي شرف بها الاحتفال ياليوم العالمي للشعر بالمغرب


الشعر خبزي اليومي
سعدي يوسف

لي أكث//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/85071490-ae02-4b4d-807b-3d92eb18d85e.jpeg ر من نصف قرن مع هذا الرفيق الذي لم يخذلني يوما، و إن خذلته كثيرا، في محاولتي التعرف عليه أكثر، و معرفة خِصاله و طِباعه، و أدب مرافقته و مجالسته.
و الحق أقول إنني أبذلُ ما أستطيع بذله، و أستمتع بما أبذل. رحلتي دائمة، و هو، أعني الشعر، قريب، ناءٍ. واضح، غامض.
كأن الحياةَ بأسرها ساحة للشعر و ملعب. و كأنني مكلف بأن أذرع هذه الساحة في محاولة بلوغ الفن، بلوغ الشعر.
هل الشعر قراءة للحياة فقط؟
أعتقد أن الأمر أوسع و أعمق.
للبشر، طرائق عدة في قراءة حياتهم، طرائق بينها العلم و السياسة.
لكن شأن الشعر مختلف.
إن كان العلم و المسعى السياسي يَعِدان، و يُعِدّان زمنا ما، فإن الشعر راهنُ، مباشر، و فوري.
أعني أن قدرةَ الشعر على القراءةِ و المشاركة و التغيير هي أكثر فاعلية، و أعمق في مجرى العروق.
الشعر مغير.
الشعر مغير في اللحظة الحميمة التي تجمع، بين الراهن و الأبدي، في عناق عجيب.
الأداة التي يستعملها، هي الأكثر تداولا، و عادية، و يومية، في حياة الناس. إنها في الأسواق، و على شفتي الطفل، قبل أن تكون بين دفتي كتاب. إنها أداة متاحة، بسيطة و ديموقراطية. هي اللغة المستعملة.
إذا، من أين تأتّى للشعر أن يأتي بمعجزته؟
أحسب أن ثمّت جذرين غائرين لهذه المعجزة:
أولهما، أن الشعر يعود باللغة إلى بداءتها، أن الكلمة مرهفة كالوتر الحساس.
و من هنا علاقته.
و ثانيهما، أن الشعرَ يقدم الخطوة َالأولى في السلم الذي يحمل البشر إلى السماء.
و من هنا إغراؤه.
و أقول عن نفسي : ليس لي من حياةٍ فعليةْْْْ، خارج الشعر.
الشعر خبزي اليومي.
و أريد له أن يكونَ خبز الناس جميعا.


لندن 2009 . 03 . 09

فتيحة النوحو

صحفية، شاعرة، وكاتبة، حاصلة على الإجازة في شعبة العلوم السياسية عام 1993

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved