الشاعرة و الإعلامية المغربية فتيحة النوحو

2010-11-23

فتيحة النوحو شاعرة وإعلامية مغربية تكشف منذ الوهلة الأولى لمتابعها أنها تختط طريقا احاديا للصورة التي يجب أن يكون عليها بوحها الشعري منذ ديوانها الأول " اليك أيها الظمأ كل هذا الإرتواء " الذي صدر في الشهر الثاني لعام 2008 م عن مطبعة " البوكيلي'' للطباعة والذي تضمن أربع عشرة قصيدة ومقدمة للكاتب والصحفي العراقي فراس عبد المجيد الذي اعتبر الشاعرة فتيحة النوحو شاعرة تبحث عن الاختلاف بشكل مدروس ، وليس منفعلا أو مفتعلا البتة.

//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/3252e3ef-705f-49a2-90ac-9c25a42630fd.jpeg ل تذكرين بداياتك الشعرية و ابرز الروافد المؤثرة فيها؟
يصعب تحديد خيوط البدايات إذ لم نبرحها بعد ,فالتجربة الشعرية لا تقاس بالسنوات بل بنضج الزمن الإبداعي, فالمسافات التي تقطعها حبريا قد لا تفضي بك إلى نهاية السير أو بالأحرى إلى تغيير الوجهة,هذا ما أحسه منذ احترفت البوح من خلال الحرف ,فانا لأكثر من عقد وجدتني سجينة التيمة ذاتها " الجسد" في كل انحيازاته ,مهما اختلفت مجازات التعبير ,وهذا يحيلني على سؤالك الثاني المتعلق بالروافد التي أثرت في محاولاتي الشعرية ,وقد يحسب علي الغرور إذا قلت أن ما اكتبه لا ينتمي لأي من القبائل سواء العربية أو العجمية ,بل هو كناية عن ندب غائر في ثنايا الذات, ربما احمله كشامة وحم لحظة التكوين ,خلقنا نحمل وحدتنا, وندبنا أيضا أوحد , وحدهم الشعراء قد يدركون فرادة ذاك الوجع لذا لا يحتاجون" لجمع" من الناس لنعي جرحهم نظما .
-ماهو مفهومك للانتماء الثقافي وتأثيره في تجربتك؟
مفهوم الانتماء متعدد عندما تنتمي لثقافة تحمل تعددا اكبر, فيها ما هو خاص وماهو عام طبعا , فهناك ثقافتك الضيقة جدا التي تمدك بها ذاتك، وترتبط بمدى إمكاناتها أن تفتح لك آفاقا معنوية أو فكرية, إلى جانب ثقافة أسرتك التي لابد أن تطبعك وهناك ثقافة المحيط والمجتمع, والقارة, والكون ومدى تفاعلك مع كل هذا بالرفض أو التوافق أو الانفلات أحيانا من كل هذه الأنساق بعد أن تشبعت بكل تناقضاتها .فتمر من الجزء للكل, لتشكل كيانا قائما لك، الذي هو في الواقع حصيلة لكل محطات الغربلة التي كنت أنت مهندسها لا إراديا، فأنا هذا الكائن الذي خلق بندب وجداني فطري ترعرعت بين أحضان ثقافة "الامازيغية" تحتفي بالذات، ووطن "المغرب" يحمل الكثير من الاختلاف من جنوبه إلى شماله، انتمي للعروبة " لغة" أمتطيها للبوح، وأستعير سحنتي من القارة السمراء، لأتدثر في نهاية السير بعباءة الكائن الإنساني الذي يدور في فلك هذا الوجود الذي سيلفظه يوما، ويرمي بي في غياهب العدم، هكذا اهتديت لنفسي الآن، لذا عندما تلبسني القصيدة لا أعثر علي كأمازيغية مغربية عربية افريقية، بل أجدني ذاك الكائن الوجودي المسكون بقلق المحو والعدم.
-كيف ترين علاقة المشرق و المغرب ثقافيا، هل لازالت هيمنة المشرق أم أن هناك زحف المغرب ثقافيا؟
بالوقت الحاضر لا يمكن التحدث عن الزحف الأحادي، سواء من قبل المغرب أو المشرق أو الجنوب والشمال, خاصة عندما يتعلق الأمر بما هو ثقافي، فالعولمة حققت رهان التلاقي وتجاوزت رهاب الاستلاب، حيث الكل أصبح يغرف من حضارة وثقافة الكل، الترجمة أضحت الجسر بين كل الشعوب ' الأساسي هو مبادرة النهل من كل هذه المصادر الحضارية الفكرية والثقافية
-ماهي رؤيتك للصورة التي يجب أن يشتغل بها اتحاد كتاب بلدك؟
أرى شخصيا أن كل المؤسسات التي ينضوي تحت لوائها قطاع الثقافة سواء الحكومية او غير الحكومية تمارس دور الوصاية, لكن أحيانا ينعطف هذا الدور ليصبح كالتي نمارسها في الحجر، ونحن نعي قانونيا من يمارس عليه هذا الإجراء، لكن لا أظن أن الثقافة ببلادنا تعاني من العته أو الجنون أو هي كيان قاصر لذا حبذا لو رفعنا حالة الحجر ونستبدله بالحلم المؤسس على الحوار المتزن الناضج ' لنؤسس مشهدا ثقافيا مغربيا صحيا.
-هل لاقيت الاهتمام و التقدير في بلدك كمثقفة و مبدعة؟
لا اختلف عن وضع الكثيرين من حملة الأقلام الإبداعية سواء الذين ينتمون للحساسية القديمة أو الجديدة على مستوى الكتابة، وهم المغضوب عليهم من غير سبب فقط لأنهم بعيدون عن دائرة الولاء، لا ننكر إن هناك متابعة إعلامية تقريبا لكل ما يصدر،  لكن لا تواكبها قراءة نقدية وتتبع لهذه التجربة أو تلك، من قبل أهل الاختصاص' بالمقابل نجد أقلاما أخرى مدللة، بالطبع ''لأهل القلم فيما يعشقون مراتب وليس مذاهب ''.
-ماذا تنتظرين كمثقفة من وزير ثقافة بلدك؟
لابد أن تضع وزارة الثقافة بالمغرب استراتيجية تعتمد مقاربة شمولية للمشهد الثقافي المغربي دون إهمال عنصر أو تغليب آخر، لذا فمنصب الوزير مركز سيادي يتعاقب عليه أشخاص يجب أن يحترموا تلك الاستراتيجية والعمل على تنفيذها، عوض أن يخضع المنصب لمزاجية الشخص أو إرضاء لحاشية لا هم لها غير تسخير العمل الثقافي لمآربها الشخصية.
-هل ترحبين بالمسابقات الشعرية التلفزيونية؟
لا استسيغ فكرة برامج المسابقات الشعرية، فأراها على غرار المسابقات الغنائية التي ساهمت في تمييع الذوق العام، والشعر لم يكن أبدا محط قمار، بل له طقوسه الخاصة التي يتناقل عبرها، ففضلا عن التدوين هناك الإنشاد الذي يمنحه جمالية التواصل.
-مشاريعك الشعرية؟
- لدي أحلام وليس مشاريع ,أن اكتب واكتب حتى أتوارى ... فالشعر هو أداتي وسلاحي لتأريخ كل مرحلة من مراحل حياتي, أريد أن احقق يقينا, أنه يمكن أن نخط السير الذاتية شعرا.

 

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved