كان الشيوعيُّ الأخيرُ يجولُ جولتَهُ الأثيرةَ
في أزقّةِ طنجةَ ...
هابطاً من هضْبةِ السوقِ القديمِ إلى مقاهي المرفأِ ؛
انتظرتْهُ ، يوماً ، مَن توهَّمَ أنها استهوَتْهُ
أو هوِيَتْهُ !
وهو ، اليومَ ، ماضٍ نحوَها ، في المكتب البحريّ
كان يقولُ :
قد تأتي معي ، لنكون في رُكْنٍ ، بمطعمِها ، على البحرِ .
السماءُ عجيبةٌ في شهر آذارَ !
الشيوعيُّ الأخيرُ يكادُ يغرقُ تحتَ سيلٍ دافقٍ من غيثِ آذارَ ...
الملابسُ ( وهي شِبْهُ جديدةٍ حتى لأغنية الغرامِ ) غدتْ من الزخّاتِ ، أسمالاً !
إذاً
يا صاحبي
يا مَن أُسَمِّيكَ الشيوعيَّ الأخيرَ
عليكَ أن تلقى حلولاً للتناقُضِ !
هل ستمضي نحوَ مَن تهوى؟
أتمضي تحتَ هذا السيلِ ؟
امْ ترتدُّ كالحلَزونِ في مُلتَفِّ قوقعةٍ ؟
أجِبْ في لحظةٍ !
قَرِّرْ !
وقَرَّرَ صاحبي أن يكتفي بالنزْرِ
ولْيدخُلْ هنا ... في المطعمِ الشعبيّ
ولْيأكلْ هنيئاً : طاسةَ العدَسِ !
المدينةُ سوف تعودُ مُغريةً غداً
ولسوف يذهب نحوَ مَن يهوى ... هنالك عند أرصفةِ العبورِ
إلى " طريفةَ "
.................
.................
.................
ربما رضِيَتْ صديقتُهُ أخيراً !
طنجة 26.03.2013