الشيوعيّ الأخير يريد أن يتغدّى

2014-01-27
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/a7e6fe26-9b15-4558-b77e-f64b0e2b92b7.jpeg

كان الشيوعيُّ الأخيرُ يجولُ جولتَهُ الأثيرةَ

في أزقّةِ طنجةَ ...

هابطاً من هضْبةِ السوقِ القديمِ إلى مقاهي المرفأِ ؛

انتظرتْهُ ، يوماً ، مَن توهَّمَ أنها استهوَتْهُ

أو هوِيَتْهُ !

وهو ، اليومَ ، ماضٍ نحوَها ، في المكتب البحريّ

كان يقولُ :

قد تأتي معي ، لنكون في رُكْنٍ ، بمطعمِها ، على البحرِ .


السماءُ عجيبةٌ في شهر آذارَ !

الشيوعيُّ الأخيرُ يكادُ يغرقُ تحتَ سيلٍ دافقٍ من غيثِ آذارَ ...

الملابسُ ( وهي شِبْهُ جديدةٍ حتى لأغنية الغرامِ ) غدتْ من الزخّاتِ ، أسمالاً !

إذاً

يا صاحبي

يا مَن أُسَمِّيكَ الشيوعيَّ الأخيرَ

عليكَ أن تلقى حلولاً للتناقُضِ !

هل ستمضي نحوَ مَن تهوى؟

أتمضي تحتَ هذا السيلِ ؟

امْ ترتدُّ كالحلَزونِ في مُلتَفِّ قوقعةٍ ؟

أجِبْ في لحظةٍ !

قَرِّرْ !


وقَرَّرَ صاحبي أن يكتفي بالنزْرِ

ولْيدخُلْ هنا ... في المطعمِ الشعبيّ

ولْيأكلْ هنيئاً : طاسةَ العدَسِ !

المدينةُ سوف تعودُ مُغريةً غداً

ولسوف يذهب نحوَ مَن يهوى ... هنالك عند أرصفةِ العبورِ

إلى " طريفةَ "

.................

.................

.................

ربما رضِيَتْ صديقتُهُ أخيراً !


طنجة 26.03.2013

سعدي يوسف

 شاعر عراقي وكاتب ومُترجم، وُلد في ابي الخصيب، بالبصرة عام 1934. اكمل دراسته الثانوية في البصرة. ليسانس شرف في آداب العربية. عمل في التدريس والصحافة الثقافية . غادر العراق في السبعينيات وحاليا يقيم في لندن ونال جوائز في الشعر: جائزة سلطان بن علي العويس، والتي سحبت منه لاحقا، والجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة كافافي من الجمعية الهلّينية. في العام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلفٍ أجنبيّ. في العام 2008 حصل على جائزة المتروبولس في مونتريال في كندا . وعلى جائزة الأركانة المغربية لاحقاً

عمل كعضو هيئة تحرير "الثقافة الجديدة".

عضو الهيئة الاستشارية لمجلة نادي القلم الدولي PEN International Magazine

عضو هيئة تحرير مساهم في مجلة بانيبال للأدب العربي الحديث .

مقيم في المملكة المتحدة منذ 1999.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved