كاد الشيوعيُّ الأخيرُ يضيعُ في عَمّانَ ...
عَشراً كانت السنواتُ : فارَقَها ، ولم يأْسَفْ لِـما فَعَلَ الفراقُ ،
فربّما كانت حديقتُهُ من الصبّارِ ،
أو كانت سفينتُهُ من الورقِ الـمُـقَـوّى.
ربّما لم يُحْسِن الإصغاءَ للنجمِ البعيدِ ،
ورُبّــما ...
..................
..................
..................
كان الشيوعيُّ الأخيرُ يدورُ من جبلٍ إلى جبلٍ
ودُوّارٍ وآخرَ ؛
كان يسألُ عن رفاقٍ طالَ ما أنسَــوهُ ما فعَلَ الرصاصُ بهِ
ويسألُ عن موائدِ حانةٍ لَـمّا تَـعُــدْ مفتوحةَ الأبوابِ ،
دارٍ للنقاباتِ ...
المدينـةُ راكَمَتْ عجلاتِها الصفراءَ ، آلافاً
وأعْلَتْ عاليَ الأبراجِ .
لم تَعُدِ المدينةُ مثلَ ما فارقْـتَها يا صاحبي ،
و " الأزرقِيُّ " رفيقُكَ الأبديُّ غادرَ " إربِدَ " ...
الدنيا تبدّلتِ
البلادُ غريبةٌ ...
غادِرْ !
وحاذِرْ أنْ يرى أحدٌ بها ... وجهَ الشيوعيِّ الأخـــير !
لندن