علاقتي بحواضر أوربا هي علاقة العابر المدقِّق . أي أنني أريدُ أن أرى ، لكنْ بحريةٍ قد لا يمتلكُها المقيم.
وهكذا
رجوتُ من ابنة عمٍّ لي ، مقيمةٍ في ميونيخ ، منذ دهرٍ ، أن تريني مبنى الـبي أم دبليو
BMW
، كنتُ ، حريصاً على رؤية المكان ، ولي أسبابي ، منها أن المبنى من تصميم وتنفيذ زها حديد ، ابنة بلدي،
لم ألتقِ زها حديد ، لكني لمحتُها ذات ظهيرةٍ في مطعمٍ لندنيّ.
أردتُ أن أقول لها إنني فخورٌ بها . أردتُ أن أخبرها بأنني التقيتُ أباها ، محمد حديد ، في مقر الحزب الوطني الديمقراطي ، أوائل الخمسينيّات ، ونحن طلبةٌ متظاهرون ...
للمناسبة ، لا تخطيء العينُ الشبه بين البنت والأب .
يقول الشاهد :
ومن يشابهْ أبَهُ فما ظلَمْ !
*
مبنى البي أم دبليو الرئيس في ميونيخ ، يكاد يلتصق بالأولمبيا بارك .
لكن الجوار يقدمُ أسئلةً :
الأولمبيا بارك ( لسوء حظ البي أم دبليو ) تتمتع بأكثر التصاميم حريةً ومستقبليةً وفضاءً .
لكن زها حديد جاءت بكل سماء الرصاص اللندنية إلى ميونيخ .
من البعيد ، ترى مبنى البي أم دبليو ، قلعةً قديمةً ذات أسوار.
دَيراً من أديرة إمبراطوريات أوربا العتيقة .
سورٌ
بُرجٌ ...
وسماءٌ رصاصٌ .
سماءٌ رصاصٌ حتى داخل المبنى ، حيث تتألّقُ الموديلات الجديدة الباهرة .
*
لوغو البي أم دبليو
بألوانه الحرّة : أزرق . أبيض ...
مبدأ العجَلة الدوّارة الجليل ...
كيف عجزتْ زها حديد عن التقاط اللحظة ، لحظة الحرية في لوغو البي أم دبليو ؟
*
أعتقدُ أن على البي أم دبليو أن يبحثوا عن مبنى رئيسٍ آخر !
لندن 12.09.2013