القيت في قاعة الشهيد هندال، في احتفالية محلية الحزب الشيوعي في البصرة بمناسبة الذكرى الستين لثورة 14 تموز
كما ألقيت بمناسبة الشمعة الخامسة لتأسيس ملتقى جيكور الثقافي في 19تموز .
لا سقفَ للبيت
لماذا ...
تطلقُ النار عليّ ؟!
ماذا جنيتُ ..؟
إني أكتفيتُ
من الحياةِ بالقليلِ من الحياةِ
وحمدت ُ ربي شاكراً
لكن أفواه الصغارِ
أتسعتْ
واللقيمات ُ النحيفةُ
لا تشبع ُ عصفورا
ولا ظلَّ
لا ظلَّ لأطفالي سواي
.............................
الكراسي
الزجاجُ المظللُ
النظاراتُ السودُ
السفاراتُ العراقيةُ
فواكهة السرطان
اللحوم البلاستك
فقهاء الحشيشة
زنجار المزارع والمصانع والمعامل
النفايات النووية في شط العرب
فساد الأدوية ومراكز النفوذ
الكهرباء المتمارضة
كلّهم
كلهّم
صيروني ظل الناي
وأنا لا ظل َ
لأطفالي سواي
...........................
لماذا تطلقُ النارَ علي ..؟
ألم نتشاوفْ في شارعٍ
أو... زحمةِ السوقِ
وسهوا أصطدمتْ كتفي بكتفك فابتسمنا معا
ربما في زمانٍ ٍ مضى
وقفنا معا في ظلامِ النهار
أو في سنينٍ مضتْ
اقتسمنا خبزة ً من نوى التمرِ
يومها كان
لأولادِنا وجبةٌ واحدةٌ كلَّ يوم.
لماذا تطلقُ النار عليّ
لا كراهيةَ بيننا
ولا عشائرُنا أضرمت نارَها
قذفونا من حربٍ الى سجن ٍ
ومن سجنٍ الى منفى
ومن منفى الى منفى
ومن صورةٍ ٍ الى صورٍ كثيرة
قذفونا
أنا وأباك .
وجدّي غسّل جدَّك
وكفَّنه
وصلّى عليه
ورافقَه حتى وادي السلام
وعاد غصنا يابسا جدي
اندفع يملأُ التابوتَ
لكن جدَّك
صاح به : يا حارسَ الملحِ والخبز
كنْ جدا لأحفادي..
وخالا لأبنائي
................................
لماذا تطلق النار عليّ؟!
تطلق النار على لافتةٍ حافية ٍ
إني أريدك صوتا استغيث به وحزامَ ظهرٍ
وأريدك عمّاً لأولادي
ولنا قدمٌ واحدة ٌ في الطريقِ إلى الحسين
لماذا تطلقُ النارَ عليّ
ماذا جنيتُ
إني من عيون أطفالي استحيتُ
فانضويتُ تحت مظلةِ الجوعى
والمظلة ُ مِن هجير
تموز بصرتنا
الهديلُ سلاحُنا
والخبزُ مطلبُنا الوحيد
الخبزُ سترُ العائلة
وكرامةُ الشرفاء
الخبزُ : حرية
والعمرُ : جورية
لماذا أطلقتَ
أطلقتَ
النارَ عليّ
*القصيدة منشورة في ((طريق الشعب)) 31/ 7/ 2018