حتى غير المتتبِّع ، قادرٌ على التقاط السطح الفجّ للحراك " السياسيّ " في المستعمرة التي تُدْعى العراق .
هذا السطح الفجّ ، بالرغم من ظلاله ، تُمْكِنُ تسميتُه بــ " التدويخ " .
التدويخ ظاهرةٌ في العمل السياسيّ ، برعَ بها الأميركيون أكثر من سواهم ، ربما لأنهم ذوو الدولة الاستعمارية الكبرى ، ولأنهم تمرّسوا في إدارة الخديعة ، وتفكيك الإمبراطوريات ، ابتداءً باليابان ، وليس انتهاءً بالاتحاد السوفييتي.
أهمية التدويخ واضحةٌ في أنها تصرِف الانتباه عمّا هو حقيقيّ وأساسٌ ، وتوجِّهُ الانتباه إلى غير الأساسيّ ، إلى المتوهَّم والعابر ، والملفّق.
لو عدنا قليلاً إلى بضع سنواتٍ خلتْ ، أعقبت الاحتلال البربريّ ، لأمسكْنا بأيدينا ، مفرداتِ التدويخ :
السيستاني والرشوة.
الاجتثاث
الكهرباء
المزابل
الأهوار
المقابر الجماعيّة
انفصال الأكراد
ساحة التحرير ومظاهراتها الملفّقة
الأقاليم ... إلخ
وأخيراً : ميناء مبارك الكبير !
*
أمّا الاحتلالُ المجسّد .
أمّا عمليّاتُ قوّات الاحتلال ، أمّا نهبُ ثروة البلد البترولية ... إلخ فهي ليست ضمن عملية التدويخ الكبرى
04.08.2011