لاتـفـتـحــــي نـوافــــذ الـمـطــــرْ

2017-02-24
ديوان شعر يتحول الى قصيدة والقصيدة تتحول الى ديوان شعر

كان ذلك قبل سنوات، عندما كنت أقوم بالتدريس في إحدى جامعات أربيل دخلت  في أحد الأيام الى مكتبي في الجامعة، وجدت على طاولتي ديوان شعر مكتوبا بلغة لم أتعلمها بعد .. وعندما سألت زميلي الأستاذ الذي يشاركني في هذا المكتب، من الذي أتى بهذا الديوان، فقال لي فتاة في مقتبل العمر، وصورتها على غلاف هذا المؤلف..، وضعته على الطاولة وأوصته بأن يخبرني، بأنها تريد مني أن أعلق عليه. لم يكن ذلك ممكنا، لأني لا أستطيع أن أقرأه أساسا .
 إستعنت بأحد عارفي تلك اللغة لأتعرف على الأقل على عنوان هذه المجموعة، فعرفت بأنها إختارت لديوانها عنواناً غريباً بعض  الشئ هو: ( يساورني حزن، حين يسقط المطر ) وبذلك تبين لي بان اليأس والبؤس النفسي، سيبقيان يقودان قافلة الوجود الى الإغتراب .. 
لا أدرى كيف بدأت أرد على عنوان ذلك الديوان بقصيدة  صار أخيرا عنوانها  : ( لا تفتحي نوافذ المطر )  وتأتي الصدفة بأن يطلع عليها أحد زملائي من أساتذة قسم الأدب الإنكليزي، فيعجب بها، ثم يترجمها الى الإنكليزية، وبعد ذلك توالت عليها الترجمات لتصل الى ثمان لغات، فتصبح ديوانا بعنوان " قصيدة بثمان لغات " .
البيت الثقافي في أربيل دعانا لنلقي القصيدة باللغتين الكردية والإنكليزية إضافة الي القصيدة الأصلية باللغة العربية . ثم بدأنا بمناقشة موضوعي الذي كتبته آنذاك  بعنوان  : ( ترجمة الشعر، تلك الخيانة الجميلة )


أما رأيت بأن العُشب ..
يحلم بالغيومْ
فبأي فألٍ ..
تزرع الكلماتُ ..
اشجاراً وأحزاناً ..
تخافُ من الغيومْ
وأي نجمٍ ساهرٍ
قد غابَ عن تلك العيون
الناعساتِ..
الساهراتِ ..
على لظىً وسَط الهمومْ
في الصمت اسمع دمعكِ ..
هَادراً وسط الظلامْ
أحزنت أحزاني ..
وضجَّ تَوسلي
فصرت أخشى ان أنام
أخاف أنْ تقتلني ..
هواجس الظنون

أقفلت في الظلماء ..
حُزن نوافذي
وبقيتُ لا خوفاً علي
عيناك هُن نوافذي
وبها أطل على اللالئ والنجوم
ببحيرةٍ زرقاءْ ..
لا يؤنسها ..
غير هديلٍ للطيورْ
كعصافيرٍ من الجنةِ تأتي
كبذورٍ لقْحت في الارضِ ..
آلاف الحقولْ ..
كشموسٍ أيقظت في الصُبح ..

أحلامَ العذارى الحالمات
فتعالي ..
لا تخافي
أمطري كل أبتهالات الصورْ
إنه الشوق الذي يجلدنا
والى أقدارنا ..
يَدفعنا
نبئِينا ..
أن صُبحاً طالعاً من فألنا ..
يجمعنا
وأبشري ..
حتى ولو سقط المطرْ
 

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved