لتحيا نون النسوة / توما شماني

2007-11-12
 هورمون الأستروجين يجعل المرأة تعيش اطول وتفوق الرجال ملائمة للمجتمع

المرأة التي تعرف بالجنس الدمقسي واللطيف والضعيف لكنها تمتلك قوى خفيّة يوفرها لها هورمون الأوستروجين الهرمون الانثوي. الاستروجين Estrogen يعطيها قوة انثوية تفوق معطيات هرمون التستيرون الذي يمنح الرجل القوة والسيطرة واثارة الحروب في التاريخ. والذي يستقري الاحصاءات العالمية يكتشف ان المرأة تعيش حياتها بسنوات اطول مما يعيشها الرجل. انها هبة الهية اعطيت للمرأة ومن يستقري التاريخ يجد تواجد الجدات المعمرات في العائلات، يرين نمو احفادهن في وقت قلما نرى (جدا) على قيد الحياة. المرأة تفوق الرجل عمرا بمعدل 4.2 سنة، ونجد ان الفرق في المجتمعات المتقدمة تتراوح زيادة عمر المرأة بين 6 - 8 سنوات. أن ظاهرة تفوق النساء في معدلات الأعمار على الرجال، تختلف في المجتمعات  بشكل نظرتها إلى المرأة وهو مايؤدي الى اختلافات في نسب الاعمار ففي بعض الاقطار الشرقية تلجأ المرأة الى العمل في وقت يقضي فيه الرجل نهاره في المقهى، وفي اقطار اخرى تتعرض المرأة للضرب فتموت وهي في ربيع عمرها. اما المجتمعات الأوروبية والامريكية فقد اصبحت المرأة فيه ندا للرجل بل اكثر وفي كثير من الاحداث فرضت نفسها ليس بالسلاح النووي بل بسلاحها الانثوي، نجدها تصرف عمرها في العمل فلا تجد مجالا للانجاب، المجتمعات العربية والشرقية تعتبر مجتمعات ذكورية بل فوق الذكورية، المرأة فيها فرّاخة وجارية في اغلب الاحيان ولا تجد العناية الطبية الكافية خلال حياتها فتموت قبل الاوان. اما في المجتمعات الاوربية فالعناية الطبية عالية والمستشفيات مجهزة باحدث ادوات الكشف عن الامراض قبل بدأها او استفحالها لهذا فان اعمار الاناث والذكور قد ازدادت عما كانت عليه سابقا بل ان ان الاناث اصبحن اطول عمرا.

ورغم أن الرجال يدخنون أكثر ويحتسون الخمور ويسوقون سياراتهم بسرع أعلى، ويمتهنون أعمالاً مرهقة وخطيرة. فانها، ليست وجيهه لهذا الفارق. والارجح في هذا الفارق بين الجنسين تواجد اختلاف في الطبيعة البيولوجية بين الجنسين. الهورمونات بين الجنسين لها فعلها الهائل بينهما والتي تفرزها الغُدد الجنسية بكميات ضئيلة، الا انها تُحدث آثاراً واسعة تطال اكثر أنسجة الجسم وأعضائه. وهورمونات المرأة لها التأثير الهائل على الانثى؛ فهورمون الأوستروجين Ostrogen، مسؤول عن كافة المواصفات الأنثوية في جسد المرأة وتمتد بشكل رئيسي على التناسل، كما ان الأوستروجين يحد من ارتفاع مستويات الكوليسترول، الدهون التي يرتبط ارتفاعها بأمراض القلب والشرايين، بما فيها الذبحات الصدرية والأزمات القلبية والجلطات الدماغية. والمعلوم أن هذه الأمراض تعتبر السبب الأول للوفيات، وهي اقل حدة في المرأة بـ 5 مرات من الرجل. الواقع ان هورمون الأوستروجين الانثوي يساعد على رفع نسب بعض المواد الخاصة التي تساعد على توسيع الشرايين، فيقلل بالتالي من خطر حدوث جلّطات دموية فتّاكة وهذا ما يختلف عنه الرجل. والمعروف أن مستوى الاستروجين يرتفع خلال فترة الطمث فتساهم تلك الأمور في جعل الشرايين عند النساء تعمل أكثر بنسبة 20 في المئة خلال فترة الدورة الشهرية كما تتضاعف مستوياته أثناء الحبل بمقدار 40 ضعفاً وهذا مما يساعد المرأة الحبلى على الولادة.
المعروف ان تواجد هورمون الأوستروجين جعل المرأة في المناعة اكثر فاعلية منها مما في الرجل سيد الاسياد المالك سعيدا الجالس على العرش. ويستثنى من ذلك المخاطر الكبيرة التي تتعرض لها المرأة خلال فترة الحبل، الواقع إن الجنس (الضعيف اللطيف المعشرالخفيف الظل) أقوى بيولوجياً من الجنس (الخشن المولع بالقوة والدلع) وهو اختلاف جذري. لهذا فان توماس بيرلس الاختصاصي في الشيخوخة في جامعة بوسطن الأميركية يقول إن (هذه الخصائص المتواجدة عند المرأة تساعدها على تربية عدد كبير من الأطفال، كما تمنحها قدرة الصمود امام المتغيّرات البيئية والاستقرار على صحة عالية لفترات طويلة). في المجتمعات المتقدمة يصل معدل حياة المرأة 83.8 سنة اما الرجال فيصل المعدل 76.8 سنة، الا ان المرأة تعاني أكثر مما يعانيه الرجل عند وصولها سن اليأس فهي الاكثر من الرجل تعرضا هشاشة العظام Porosis Osteo بسبب الحمل الذي يستهلك الكثير من كالسيوم العظام كما تتعرض اكثر لمرض الهزاز (ألالزهايمر) وكذلك مشاكل البصر والحركة، كما أنها تعاني أكثر من أثار الأدوية الجانبية والعلاجات في المستشفيات وفقا لدراسات موسعة جرت في الاقطار المتقدمة. ومع كل هذه السلبيات في اجهزة المرأة فانها الاعلى عمرا في الهرم السكاني بالقياس الى الرجال، يبدو ان التطور العلمي دائما في مصلحة المرأة اكثر منه في الرجل، خاصةً في أبحاث المورثات وخوارط الجينات (الجينوم) التي تحمل الغازا لاتزال غامضة كل الغموض عن هذا الجسد الخفيف اللطيف الأنثوي.

المرأة بهبة هورمون الأوستروجين هي اولا روح عالية ثم جسد ملئه الانثوية اما الرجل فجسد وعر اولا ثم روح ثانيا وهذه هي البايالوجيا الحياتية. المرأة شعر ثم شفتين و فم، حاجبين، عينين، انف، خدين، رقبة، كتفين، ذراعين، يدين، ثديين، خصر، بطن، ظهر، شعر عانة، اعضاء التناسل، ردفين، ساقين، ثم قدمين، تلائمت جميعها فجذبت الرجال الذي جعلها في كثير من الاقطار في العالم جارية بيعت في الماضي في اسواق النخاسة. لهذا يقول دسموند موريس مؤلف كتاب (المرأة العارية) ان (كل امرأة تملك جسما جميلا) ويضيف (جميلة لأنها نهاية رائعة نتيجة مسيرة عبر ملايين السنين)، ويضيف كان الرجل البدائي مساويا للمرأة، لكن آلهه الحب انقلب الى طاغية اذ صار الرجل سيدا (فغرقت المرأة اجتماعيا واصبحت في الاسفل). وفي مقارنة الشفاه بين المرأة والرجل نجد ان شفاه النساء اكثر غنا اما شفاه الرجال فتصبح اكثر رقة عند البلوغ تماما كما يحدث في القرود. في عالم الطيور يعتبر ذيل الطاوس الذكر الجاذب الاكبر لجذب الاناث من الطاواويس لهذا فان الانجذاب الى ذيل ذكور الطواويس انما هي لعبة موروثة في الجينات، تعتمد التزويق بالالوان البراقة. اما في الانسان ان وجه المرأة وبدنها يعتبر ذيل طاووس مليء بالالوان البراقة مما يدفع الرجل الى الركض خلف المرأة وهذا الذي حدث في التاريخ، كانت النساء يطلين شفاههن بالخضاب وفي عصرنا تذهب النساء الى الجراحين لتكبير شفاهن او تكبير اثدائهن. رغم التشابه بين المرأة والرجل الا الخلافات الجسمية بينهما اكثر من نواحي التشابه، كما يختلفان في قوانين التطور فالمرأة مكتنزة بـ 26% من جسمها بالشحم بينما الرجل لايزيد الدهن في جسمه على اكثر من 12%. رغم التشابه بين المرأة والرجل الا الخلافات الجسمية بينهما اكثر من نواحي التشابه.

وفي دراسة لماذا لا تفقد المرأة الحبلى توازنها في المشي خلال الحبل عندما يكبر حجم الجنين ثم بطنها ؟ يرى الباحثون ان هناك فرق بينهما في فقرات الظهر ومفصل الفخذ مما يؤدي الى التوازن في مركز الجاذبية عند المرأة, وهي في واقعها هندسة تطورية رائعة حدثت للمرأة عبر الجدات اللواتي مشين على قدمين، بينما لم يحدث ذلك في الشمبانزيات، ذلك ما اشارت له مجلة الطبيعة Nature ذائعة الصيت. ترى كاثرين وايتكومب باحثة علم السلالات في هارفرد، هناك فروق جسمية بين المرأة والرجل لم يلتفت لها من قبل وهي ان الفقرة الظهرية السفلى في المرأة مبسوطة الشكل اما في الرجل فهي مربعة كما ان مفصل الفخذ اكثر ضخامة في المرأة بـ 14 بالمائة من الرجل، اذا ما اخذت الاوزان بنظر الاعتبار. هذه الفروق البسيطة تسمح للمرأة حمل وزن اضافي دون ان تتأرجح وبدون الم في الظهر.
المرأة اساء لها التاريخ فهي نجسة عند الحيض وابن تميمية يقول استشر زوجتك ولكن لا تأخذ برأيها وآخرون كانوا يقولون للمرأة أنت بوابة الشيطان وافلاطون كان يقول إن النساء ذكوراً ناقصون. وفي الشرق مازالت المرأة جارية تحت رحمة الشيطان الرجل. في السعودية لايسمحون من جسم المرأة بالكشف غير العيون دون ان يدركوا لغبائهم ان المرأة بعينيها تجعل من الرجل دمية يتبعها انى شائت. اما اللغة الجسمية في المرأة فتختلف عنها في الرجل خاصة لغة العيون القواتل في المرأة والدموع والاصابع المطلية بالعناب، لهذ قال الشاعر (فامطرت لؤلؤا من نرجس وسقت وردا وعظت على العناب بالبرد).

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved