ليس بين العراق والشامِ حدٌّ

2013-09-21
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/2a661608-9d1c-425a-8a8e-93fa0f38ae7d.jpeg

هناك همسٌ ، بلغني هنا ، في ضاحيتي  اللندنية ،  همسٌ يقول إن خبراء عراقيين وسوريين ، يعقدون اجتماعاتٍ مكثّفةً في دمشق ، بُغْيةَ التوصّلِ إلى صيغةٍ نهائيةٍ للوحدة بين العراق وسوريّا .
والحقُّ أنني تمنيتُ للهمسِ أن يعلو صيحةً .
ربما لأن صيحةً مثل هذه  ، هي مفتقدةٌ منذ أجيال.
ربما لأن وحدة العراق والشام ستغيِّرُ الانهيارَ العامّ في المنطقة .
ربما لأن  هذه الوحدة ستُبقي على العرب عرباً .
*
تركيا ، رأسُ الرمحِ الاستعماريّ ، المدوَّخة بأبخرة العصملّـيّـة ، تريد أن تنقضّ على ما كان ولاياتٍ عثمانيةً ،
مستغلّةً الدينَ  ، كما يستغـلُّـهُ الخونةُ الخليجيون ، لإعادة استعمار ما أفلتَ من القفص حتى الآن .
وتركيا تستغلُّ الإقطاعيين الأكرادَ في العراق متظاهرةً بحمايتهم ، بينما هي تسوم أكراد تركيا سوء العذاب.
وتركيا تريد ضمَّ حلب الشهباء .
بل تريد أن تعود بصواريخ باتريوت ، وقاعدة إنجرليك ، إلى سوريا .
الإسكندرونة اقتُطِعَتْ بأمرٍ من فرنسا .
والآن تأمرُ فرنسا ( الإشتراكية ) عملاءها  ، ليستولوا على الشام ، كل الشام ، بعونٍ من الأتراك والإقطاعيين الأكراد.
*
العروبةُ في خطر؟
نعم .
*
وحدة العراق والشام سوف تُبقي العربَ ، عرباً أحراراً .


لندن 22.11.2012


سعدي يوسف

 شاعر عراقي وكاتب ومُترجم، وُلد في ابي الخصيب، بالبصرة عام 1934. اكمل دراسته الثانوية في البصرة. ليسانس شرف في آداب العربية. عمل في التدريس والصحافة الثقافية . غادر العراق في السبعينيات وحاليا يقيم في لندن ونال جوائز في الشعر: جائزة سلطان بن علي العويس، والتي سحبت منه لاحقا، والجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة كافافي من الجمعية الهلّينية. في العام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلفٍ أجنبيّ. في العام 2008 حصل على جائزة المتروبولس في مونتريال في كندا . وعلى جائزة الأركانة المغربية لاحقاً

عمل كعضو هيئة تحرير "الثقافة الجديدة".

عضو الهيئة الاستشارية لمجلة نادي القلم الدولي PEN International Magazine

عضو هيئة تحرير مساهم في مجلة بانيبال للأدب العربي الحديث .

مقيم في المملكة المتحدة منذ 1999.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved