لقاء عبر الهاتف
مع الشاعر والكاتب العراقي فراس عبد المجيد
بدأت أحس بالاغتراب
س: ألو ، الأستاذ فراس أهلاً بك . نود إجراء حوار قصير معك.
ج: أهلاً ومرحباً.
س: السؤال التقليدي : فراس عبد المجيد في سطور ؟
ج: في كلمات وليس في سطور : شاعر وفنان يحب الفقراء ويحلم بعالم أكثر عدلاً وجمالاً.
س: كيف كانت البدايات ؟
ج: لست في النهايات الآن .. فما زلت في البدايات.
س: غادرت وطنك قسراً، هل ممكن أن نعرف كيف ؟
ج: عملية البحث عن معنى، بعيداً عن التسلط، لها أكثر من وسيلة. ورغم أني غادرت الوطن منذ ثلاثين عاماً ، إلا أنه لم يغادرني يوماً
س: هل تحس بعد إقامتك في المغرب بالاغتراب ؟
ج: يؤسفني أن أقول بأني في الآونة الأخيرة بدأت أحس بالاغتراب .
س: كنت تُدَرّس مادة التربية الفنية بالمدرسة العراقية بالرباط، وتم إغلاق هذه المؤسسة مؤخراً، هل أثر هذا القرار في المزيد من إحساسك بالاغتراب ؟
ج: ( يقول بتأثر ) : تسبب قرار إغلاق المدرسة العراقية في الرباط بقطع موارد العيش لخمسين عائلة من المدرسين والإداريين والخدميين ، بالإضافة إلى الأضرار التي طالت التلاميذ. وقد عبرنا عن أسفنا لهذا القرار، ودعونا إلى إعادة افتتاح المدرسة بعد أن تسد الثغرات القانونية ( إن وجدت ) ولكن ...
س: اكتشفت مجموعة من الأقلام الصحفية التي صارت لامعة في العديد من المنابر، كيف ذلك ؟
ج: ( يضحك ... ) لست كريستوفر كولومبس .. كل ما هنالك أني تعاملت بمهنية مع أقلام شابة تمتلك الكفاءة والمقدرة ، وأتحت لها فرصة الظهور فواصلت طريقها بنجاح.
س: هل يعترفون بجميلك عليهم ؟
ج، برغم أنهم الأجدر بالإجابة على السؤال ، إلا أني لا أعتبر تعاملي معهم منّة أو جميلاً . قلت أني تعاملت بمهنية وهذا هو المهم.
س: تأخرت في إصدار ديوانك " نخلة الروح " رغم أنك رعيت مجموعة من المواهب الشعرية . ما سبب هذا التأخر ؟
ج، ديواني " نخلة الروح" لا يمثل آخر ما كتبت ، بل هو حصيلة ثمانينات وتسعينات القرن الماضي ، وقد حالت ظروف عديدة لا مجال لشرحها دون صدوره في حينها . وكان صدوره مسألة تحدٍ لا أكثر.
س: لماذا اخترت هذا العنوان ؟
ج، " نخلة الروح " ليس عنواناً لديوان أو لقصيدة في ديوان فحسب ، إنه انتماء إلى الجذر كما أراه. فللنخلة دلالات لا تخفى.
س: صممت أغلفة مجموعة من الدواوين ، لكن فضلت أن يصممه لك النحات العراقي طارق المعروف، لماذا لم تختر أن ينجزه لك أحد أصدقائك من الرسامين المغاربة ؟
ج: الفنان طارق المعروف لم يصمم غلاف الديوان، بل اخترت لوحة تمثل إحدى منحوتاته لتتصدر الغلاف إلى جانب الصور الداخلية لمنحوتاته الأخرى .وجاء اختياري هذا وفاء لصداقة متينة أعتز بها ، ووفاء لوطن تجسده تلك الأعمال.
س: أنت خريج أكاديمية الفنون الجميلة/ الفنون التشكيلية ، كيف أصبحت شاعراً ؟
ج: منذ دراستي الإعدادية( المتوسطة ) كنت أتوزع بين الشعر والرسم ن وكان لابد أن أختار أحدهما للدراسة والآخر للاحتراف . وهكذا كان .
س: ما جدوى الشعر في زمن الحروب والفقر والعولمة ؟
ج: وما جدوى عالم تسوده الحروب والفقر والعولمة بدون الشعر ؟ ..
س: ما هو تقييمك للمشهد الثقافي في المغرب ؟
ج: سؤال واسع جداً .ويمكن القول أن المشهد الثقافي المغربي صاخب ومتنوع ويحمل الجديد دائماً.
س: ماذا تمثل الحداثة بالنسبة إليك ؟
ج: الحداثة تطلع مشروع إلى المستقبل انطلاقاً من الحاضر.
س: هل يمارس المثقف دور الرقابة على المجتمع بما يحفظ تماسك قيمه ويصون مصالحه ؟
ج: المثقف ليس رقيباً . إنه طرف فاعل في تحديد قيم العدالة والحرية والدفاع عن مصالح الفئات التي يرتبط بها
س: ما رأيك في من يقول بأن المثقفين مجرد دمى تحركها أياد سياسية لأغراض ومآرب لا علاقة لها بالفعل الثقافي ؟
ج: هذا يتعلق بالمثقف ذاته ، كما يتعلق بفهمنا للسياسة . فإذا اعتبرناها فرعاً مهماً من فروع المعرفة الإنسانية ( وهي كذلك ) فلا تناقض بينها وبين الثقافة . أما إذا كانت طريقاً ملتوياً للوصول إلى مآرب غير مشروعة ن فإنها ستكون تعبيراً عن مصالح فئة أو طبقة بعينها لها من يدافع عنها ومن يناصبها العداء.
س: لديك بنت اسمها رفيف، وابن اسمه نهار ، هل هذه الأسماء معروفة في العراق ؟
ج: رفيف ، وكذلك نهار ، أسمان معروفان في العراق ولكنهما ليسا شائعين
س: من اختار لهما أسماءهما ؟
ج: الأبوان هما من اختاراهما معا .ً
س: شخصية من الماضي تتمنى الالتقاء بها ؟
ج: عباس بن فرناس ..
س: وماذا ستقول له ؟
ج: ما أجمل جنونك يا صديقي ..
س: ومن الحاضر ؟
ج: الراحل الكبير محمود درويش.
س: وماذا ستقول له ؟
ج: " لماذا تركت الحصان وحيداً؟ "
س: كلمة عتاب لمن توجهها ؟
ج: لشخص اسمه فراس عبد المجيد .
س: لماذا ؟
ج: ( يضحك ..) لأنني لم أجد من أعاتب .
س: وباقة ورد لمن تهديها ؟
ج: للمطربة اللبنانية فيروز.
س: شكراً جزيلاً لك.
ج: لا شكر على واجب .