أيها الماء
الذي يجري تحت سروة بعيدة عالية
لماذا تجري وحيدا
و تسقي كرومك
التي في الخيال
نحن هنا قاعدون
في حانة طيبة
ننتظر قدومك
في ظل امرأة
و نرفع أنخابنا
هازئين بالمطر
خلف النوافذ.
أيها الماء
الذي يجري تحت جدران الطفولة،
أتذكر بيتا صغيرا
و بئرا راكدة
أيها الماء العالق
في السماء
أيها الوحيد و الغريب
لماذا تخبئ وجهك
بقبعة في الليل
و تركض في الممرات السحيقة
يا ماء ينزل من الذاكرة
يا ماء قديما
جمالك شاحب
و قطعانك تشرب
من خيالك.
و أنت أيتها السروة
يا من تنحنين بكرم
علي أفكارنا الزائرة
يا من تشبهين كل النساء الغادرات،
كوني عميقة مع الماء.
يا ماء حزينا في الجرار
يا ماء يقطر من العزلة.

