"لقد ادركت لماذا حرمنى الله من السمع والبصر والنطق , فلو انى كنت كسائر الناس لعشت ومت كأي امراة عاديه" ...
هلين كلير
كانت فاقدة للسمع والبصر، لكنها استطاعت أن تتغلب على إعاقتها لحد اصبحت تلقب بالمعجزة الإنسانية، حيث أن مقاومة تلك الظروف التي خُلقت فيها كانت بمثابة معجزة، اذ لم يمنعها فقدان البصر ولا الصمم عن تأليف كتابين وتعلم ثلاث لغات والحصول على شهادتي دكتوراة .
في اول طفولتها، واضبت والدتها على تعليمها استعمال يديها، وذلك في عمل إشارات تفصح بها عما تود قوله. ثم وضعها والداها في معهد للمكفوفين، فارشدوهم الى المعلمة ( آن سوليفان ) التي كانت قد أصيبت في طفولتها بمرض أفقدها بصرها، ودخلت معهد للمكفوفين في الرابعة عشرة من عمرها، وبعد حين عاد إليها بصرها جزئيا....وبعد انتهاء دراستها التقت بهَا لتبدأ معها رحلة طويلة مثيرة هي أشبه بالأعجوبة، وتمثل في الحقيقة أروع إنجاز تم في حقل تأهيل المعوقين .
عندما بدأت تدريباتها تحت اشراف معلمتها سوليفان كانت آنذاك في حوالي السادسة من عمرها. فبدأت أولاً بتعليمها الحروف الأبجدية بكتابتها على أصابعها، واستعملت كذلك قطعاً من الكرتون عليها أحرف نافرة، كانت تلمسها بيديها، وتدريجياً بدأت تؤلف الكلمات والجمل بنفسها ..
بعد مرور عام تعلمت تسعمئة كلمة، واستطاعت كذلك دراسة الجغرافيا بواسطة خرائط صنعت على أرض الحديقة كما درست علم النبات، وفي سن العاشرة تعلمت هيلين قراءة الأبجدية الخاصة بالمكفوفين وأصبح بإمكانها الاتصال بالآخرين عن طريقها...
وفي سن العاشرة تعلمت هيلين قراءة الأبجدية الخاصة بالمكفوفين وأصبح بإمكانها الاتصال بالآخرين عن طريقها.
ولقد أتقنت هيلين الكتابة وكان خطها جميلاً مرتباً.ثم التحقت هيلين بمعهد كمبردج للفتيات، وكانت الآنسة سوليفان ترافقها وتجلس بقربها في الصف لتنقل لها المحاضرات التي كانت تلقى وأمكنها أن تتخرج من الجامعة عام 1904م
هي الأديبة والمحاضرة والناشطة الأمريكية "هَلَن كيلر" إحدى رموز الإرادة الإنسانية، ولدت في 27 يونيو 1880م
في مدينة ( تسكمبيا ) في الولايات المتحدة الأمريكية، وقبل أن تبلغ الثانية من عمرها أصيبت بمرض أفقدها السمع والبصر، وبالتالي عجزت عن الكلام لانعدام السمع.
حصلت على بكالوريوس علوم في سن الرابعة والعشرين. ذاعت شهرتها، فراحت تنهال عليها الطلبات لالقاء المحاضرات وكتابة المقالات في الصحف والمجلات.
بعد تخرجها من الجامعة عزمت هيلين على تكريس كل جهودها للعمل من أجل المكفوفين، وشاركت في التعليم وكتابة الكتب ومحاولة مساعدة هؤلاء المعاقين قدر الإمكان.وفي أوقات فراغها كانت هيلين تخيط وتطرز وتقرأ كثيراً، وأمكنها أن تتعلم السباحة والغوص وقيادة المركبة ذات الحصانين.
ثم دخلت في كلية (رد كليف) لدراسة العلوم العليا فدرست النحو وآداب اللغة الانجليزية، كما درست اللغة الألمانية والفرنسية واللاتينية واليونانية.
في الثلاثينات من القرن قامت هيلين بجولات متكررة في مختلف أرجاء العالم في رحلة دعائية لصالح المعوقين للحديث عنهم وجمع الأموال اللازمة لمساعدتهم، كما عملت على إنشاء كلية لتعليم المعوقين وتأهيلهم، وراحت الدرجات الفخرية والأوسمة تتدفق عليها من مختلف البلدان.
بدأت الكتابة بوضع كتابها الأول«قصة حياتي» الذي نال شهرة واسعة كما ترجم الى خمسين لغة. وبعد ذلك لم يعد تتوقف عن الكتابة وراحت تدبج المقالات وتؤلف الكتب, وتدعى الى القاء المحاضرات, واتقنت الكتابة بأحرف ( براي ) النافرة.
أما بالنسبة الى الخطابة, فقد ظل هناك عائق يتحداها, فهي لا تسمع أصوات الحروف لدي النطق بها، وكان يصعب عليها أن تميز بين الهمس والصراخ. وقد تخطت هذه العقبة بفضل المثابرة والإجتهاد . وراحت تطوف بين بلدان الشرق والغرب, تخطب في الجامعات والمؤسسات الثقافية, وتتحدث الى الناس .
ثم قامت بجولة بين مستشفيات بلادها إثر الحرب العالمية الثانية وكانت تشجع المكفوفين والصم الذين أصيبوا في الحرب بكلامها وتحثهم للتغلب على اليأس .
في سنة 1931 انتخبت واحدة من أهم عشر سيدات في العالم .
أنشئت هَلَن كيللر سنة 1923 مؤسسة للمكفوفين. وكانت قد جمعت, خلال جولاتها, مبلغا كبيرا من المال, خصصته لدعم تلك المؤسسة . واخيرا توفيت هيلين كيللر سنة 1968 عن عمر يناهز الثامنة والثمانين
الجوائز
*جائزة الرئاسة للحرية ـ وهذه أرفع رتبة مدنية ـ 1964.
*دكتوراه فخرية في الآداب ـ جامعة فيلادلفيا ـ 1931.
*دكتوراه فخرية في الحقوق ـ جامعة غلاسكو ـ 1932.
*وسام سانت سافا ـ يوغوسلافيا ـ 1931.
*ميدالية روزفلت للتعاون المتفرد و المتميز ـ 1936(بالاشتراك مع آن سوليفان)