مَن قتل عطشان ضيول الأزيرجاوي

2017-11-26
العمود الفقري لهذا الكتاب : هو الرسائل التي كان يبعثها بشكل متواصل المناضل عطشان ضيول إلى المناضل عباس هبالة القصاب ( رشيد رشدي ) وبشهادة الناصري والقيسي ( توضح هذه الرسائل ذلك التحول الفكري الذي طرأ على آراء عطشان ضيول الازيرجاوي ضمن تكيفها مع منظومته الماركسية، وهذا ماسوف يلمسه القارىء اللبيب من مضامين هذه الرسائل التي يصفها عباس هبالة ،، بأنها خير معبر عن ماهيات هذه التحولات.. وكانت إحدى هذه الأفكار الجديدة هي عودته إلى التمسك بثلاثية : الوطن، القومية، والدين. كما كانت له امنيات لم تتحقق، إذ حاول السفر إلى خارج الاتحاد السوفيتي للألتحاق بالحركة الثورية في أمريكا اللاتينية مع الثائر جيفارا.. بعد أن يأس من عودته إلى العراق وعدم قبوله في سوريا والجزائر. وكان يكثر من الرسائل إلى القيادة السوفيتية حول سفره إلى خارج الاتحاد السوفيتي ../16 ) ..
(*)
الكتاب من إعداد وتعليق : الدكتور عقيل الناصري والدكتور سيف عدنان القيسي . وقد بذل الدكتوران جهدا جميلا في مقدمة الكتاب التي أحتوت الكثير مما يحتاجه القارىء .
(*)


كتاب ٌ ضروري للمهمومين بالتاريخ النضالي لشعبنا العراقي .. كتاب نادر فهو يسلّط الأضواء على شخصية نضالية أشكالوية  ملتبسة، فالمناضل عطشان ضيول الأزيرجاوي  يراه البعض ( كان مصابا بداء العظمة وتضخيم الذات / 56 ) ..؟! أرى مابين القوسين تشخيصا غير دقيق لحالته النفسية وهي بإختصار أصابته بجرح نرجسي بليغ، وهذا الجرح لم يسعف بضماد ولا بتعقيم وخياطة . بشهادة الدكتورين : عقيل الناصري وسيف عدنان القيسي : عانى ضيول من ( الصمت المطبق من قبل قيادة الحزب الشيوعي العراقي وعدم الرد على استفساراته وكذلك تجاهَلَهُ الحزب الشيوعي السوفيتي .. ( قدم استقالته التحريرية من الحزب وتم قبولها فورا مع التوصية بمساعدته في الوصول إلى أية دولة يرغب السفر إليها /56 ).. عطشان ضيول : مناضل بطاقات ثورية عالية : عضو في أكثر من لجنة مركزية في الحزب الشيوعي العراقي منذ الأربعينات لغاية 1961 هو الضابط والمحامي والمسؤول عن العمل الحزبي في المؤسسة العسكرية أكثر من مرة وهو ممثل الحزب في حركة أنصار السلام وشارك في المؤتمر المنعقد بالصين الشعبية عام 1954 وبعد ثورة 14 تموز واصل العمل في اللجنة العسكرية للحزب الشيوعي، وكان من المتحمسين لأستلام الحزب للسلطة في 1959 وعطشان ضيول وجلال الاوقاتي وآخرون هم من وقفوا ضد حل التنظيم العسكري لطمأنة عبد الكريم قاسم وبشهادة المناضل آراخاجادور وهو يتحدث عن سلام عادل ومقترحه بخصوص عبد الكريم قاسم ( في غرفة محامي في شارع النضال.. جلسنا فيها واستدعى رفيقين من مسؤولي الخط العسكري هما : ثابت حبيب العاني وعطشان ضيول أخبرهما بموضوع قيام عملية قبل يوم الجيش 6 كانون الثاني 1960 ) بالنسبة لعطشان ضيول كان متحمسا لفكرة سلام عادل التي يؤيدها جمال الحيدري وجلال الأوقاتي وغيرهم/ ص42، خلافا للمناضل ثابت العاني .. ولأهمية ضيول والخوف عليه حينما شنت حكومة قاسم مطاردتها للشيوعيين، وبشهادة المناضل باقر إبراهيم وهو يبيّن دور ضيول آنذاك .. ( أعتقد كان على صلة إشراف على عمل الضباط الشيوعيين الذين عملوا في لجان التحقيق مع مسؤولي العهد البائد ومع القوميين المعارضين لقاسم أيضا، الأمر الذي أضطر قيادة الحزب لإخفائه ونقله للعمل السري في وقت مبكر. وكان ذلك بإشرافي حيث كانت بداية اخفائه عندنا في الفرات الاوسط ( في مدينة النجف ) ولهذا أصبح ضيول متنقلا في البيوت الحزبية التابعة للحزب الشيوعي، ثم لينقل إلى البصرة../52 ) وضيول حين يختلف يكون وفيا لحزبه ولتاريخه الشخصي في الحزب ويرفض التقاعد النضالي، فيختار جهوية ً  نضالية أخرى ضمن السياق اليساري نفسه ..( قررت قطع علاقاتي بالحزب وبصورة لا تقبل الاخذ والرد/ 215 ) ثم يحدد جهويته الجديدة .. ( لكي أشق طريقي الثوري المبدأي في الأتجاه والمجال الذي أختاره وانسجم وأتجاوب معه وارتضيه في الحركة العربية الثورية التحررية مع حرصي على علاقتي الطيبة بالحزب وحرصي الكبير على التعاون والتشاور معه وفي نطاق اتحاد القوى الثورية على اختلاف آرائها في عراقنا وفي الوطن العربي الكبير ).. هنا يذكرني في هذه النقلة النضالية بالمناضل القيادي صالح دكلة، الذي أقترح على الحزب أن يعمل ضمن الحركة الفلسطينية، فوافقت قيادة الحزب ..
السؤال أن عطشان ضيول ضابط في الجيش ومسؤول الجناح العسكري في الحزب الشيوعي العراقي، لماذا يرّحل ( الى المدرسة الحزبية العليا للكوادر الفلاحية في طشقند عام 1961 ولغاية مطلع عام 1964/ ص53 ) وحين يسأله رفيقه الدكتور خليل عبد العزيز عن سبب وجوده اللامبرر في دورة لا تخصه ؟!  يكون جواب المناضل ضيول ( بأنه ينفّذ قرار الحزب، وليس لديه خيار في ذلك ).. هذه الذات الملتهبة عشقا صوفيا للنضال أرتطمت ( بخلاف حاد مع مسؤول الحزب في موسكو، آنذاك عبد السلام الناصري ( أنور مصطفى ) الذي كان يتميز بقدر من الصرامة، كما شخصّه عضو اللجنة المركزية رفيقه ثابت العاني، مقارنة بالمناضل عزيز محمد، كان ذلك في أول اجتماع للجنة المركزية بعد إنقلاب 18تشرين الثاني 1963 بصدد انتخاب سكرتير للحزب بعد استشهاد سلام عادل، وفي الاجتماع ( رفض عزيز محمد رفضا باتا ترشيح نفسه سكرتيرا للحزب ورشح سلام الناصري نفسه لمنصب السكرتير، إن إصرار الرفيق عزيز محمد على رفض الترشيح مقابل إلحاح الرفاق على ترشيحه جعلني أتدخل، وقلت أن لا داعي للألحاح في حالة رفض الرفيق عزيز ترشيح نفسه . فهذا المنصب هو مهمة وواجب حزبي . وآثار كلامي عدم رضى الرفيق عامر عبدالله الذي كان متحمسا لترشيح الرفيق عزيز، ملمحاً إلى أن من أبرز صفات السكرتير هي أن يكون إنسانيا، وعلى خلاف الرفيق سلام الناصري الذي كان يتميز بقدر من الصرامة ../ 339- ثابت حبيب العاني ).. ولنكشط مفردة ( الصرامة ) سنجد تحتها أن تعامل المناضل سلام الناصري مع شخصية اشكالوية ملتبسة مثل عطشان ضيول : كان يفتقر إلى التعامل الإنساني .. أما في قول المؤلفين الدكتورين : الناصري والقيسي فهو ذريعة غير مقنعة، تلقي التقصير الشخصي على سمات حقبة تاريخية لاتخلو من بيروقراطية ستالينية :
فهي لاتخص سلام الناصري وحده بل ( العديد من الكوادر المتقدمة للحزب منهم : بهاء الدين نوري وعامر عبدالله وغيرهما وهي إنعكاس للتقاليد ،، التي كانت قائمة آنذاك في الحزب الشيوعي العراقي وفي الحركة الشيوعية كانت صارمة، بحيث لاتبيح لعضو الحزب ان يتبادل الرأي والنقاش خارج إطار الهيئات التنظيمية ،، -  مابين القوسين ليس مقتبس من ص189 كما هو مثبت في حاشية الصفحة 54 من من كتاب عطشان ضيول، فقد أخطأ المؤلفان الناصري والقيسي في ذلك فالكلام مقبوس من  الصفحة 289/ 54 )..* ربما لوكان مسؤوله التنظيمي في موسكو المناضل عزيز محمد : بشهادة عامر عبدالله.. لتغيرت أحوال المناضل الجسور عطشان ضيول ..
(*)
أثناء مروره ببرلين الشرقية، إلتقى بالاديب الراحل كاظم السماوي وبات ليلته الوحيدة عنده ، حاول السماوي اقناعه بالمكوث في ألمانيا الديمقراطية بمساعدته، لكن عطشان ضيول أبى ورفض رفضا قاطعا.. سوف يصل ضيول إلى ألمانيا الغربية .. يعيش في مدينة كولون، ويصدّر جريدة ( الأساس ) وهو دائم الحركة والسفر بغية تحقيق أمنيته بالالتحاق بواحدة من حركات التحرر العالمية .. فجأة ( عُثر على جثمانه مرميا من الطابق السابع من أحدى العمارات في مدينة كولون / 58 ) والسؤال هنا : مَن قتل عطشان ضيول الأزريرجاوي ؟! 
( يتوقع القيادي في الحزب الشيوعي العراقي صاحب الحكيم: ربما تم اغتياله حسب ماقيل له، من قبل أما المخابرات السوفيتية لكونه قد ألمح إلى ماعاناه في مصح الامراض العقلية أو المخابرات الألمانية في نهاية 1969 )..
جواز سفره الأردني، أوصله جثة إلى مقبرة الغرباء في عمان . وعطشان ضيول الأزيرجاوي، المدفون في الأردن أسمه : أحمد داود !! حسب الجواز الذي وفره له ( حزب القيادة المركزية ) التي كان يترأسها عزيز الحاج في أيلول 1967/ ص57.
*من رسائل مناضل / عطشان ضيول الأزيرجاوي/ المسؤول السابق للجناح العسكري في الحزب الشيوعي العراقي/ إعداد وتعليق : الدكتور عقيل الناصري – الدكتور سيف عدنان القيسي / دار سطور/ بغداد/ ط1 / 2017




مقداد مسعود

مقداد مسعود (من مواليد 15 أكتوبر 1954م البصرة، العراق)، هو شاعر وناقد عراقي بدأ النشر منتصف السبعينات من القرن العشرين ولدَ في بيتٍ فيه الكتب  أكثر من الأثاث . في طفولته كان يتأمل عميقًا أغلفة الكتب، صارت الأغلفة مراياه، فعبر إليها وتنقل بين مرايا الأغلفة، وحلمها مرارًا . في مراهقته فتنته الكتبُ فتقوس وقته على الروايات، وقادته إلى سواها من الكتب، وها هو على مشارف السبعين في ورطته مع زيت الكتب وسراجها بقناعة معرفية مطلقة

مؤلفاته
الزجاج وما يدور في فلكه
المغيب المضيء
الإذن العصية واللسان المقطوع
زهرة الرمان
من الاشرعة يتدفق النهر
القصيدة بصرة
زيادة معني العالم
شمس النارنج
حافة كوب ازرق
ما يختصره الكحل يتوسع فيه الزبيب
بصفيري اضيء الظلمة
يدي تنسى كثيرا
هدوء الفضة
ارباض
جياد من ريش نسور
الاحد الاول
قسيب
قلالي

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved