ولهانُ كالعصفور في غصن المواجع
لا تهُبّ الريح إلا كي نطير معا هناك
ونقول هبي ..
ماذا أقول ؟ وأنت في حرفي كأغنية
على لحن الصبا وتدير أفلاكا بقلبي
بيني وبينك قصة لا يحتوي أبعادها أفق
ولا يرقى لقامتها كلامْ
أحداثها عشق وراويها
بعيد السر لا يحكي
وتيمتها مواويل بالبياتي والجهركاه
وصدى وآهات تلوح وتختفي
برد على لفح الهجير يلف مقلته
ولا ظلٌّ يمر ولا سحاب
دوامة من لفحة ظمآى
على عتباتها وقف المغني يابس الشفتين
لم يعرف له بدء ولا عرف الختامْ
صارت طيور البحر تنعق فوقنا
قد فر من أحداقنا سحر الغروب
وللغروب قصائد الشوق التي
تستمطر الوصل البعيد ولا تجيب
مدت على شفتيك أغنية العبور ندية
والورد يهدي من جبينك والصباح
نور على أكنافه سجدت بدور الوجد
وانسكبت على ألطاف هالته القداح
أعلو وتكبر في مدارجه الرؤى
أنى له أن يستريح وما تكسرت الرياح
أنا مذ عرفتك لا أرى
غير الحدائق والزهور
وصليل ماء من ينابيع الصبابات
كانت إذا اختلجت عواطف غربتي
ألفيتُني وقد امتطيتُ
شغاف قلبي عساه
ينبُتُ لي جناحْ
اليوم أنظر وجهك البدري
أبحر في شواطئه
وأعرف أن خلف الضوء بحرا
لا سواحل تحتويه
وأنا أجدف باحثا عن نقطة أخرى
فهل أحد على عشق يلام؟
ما أضيق الدنيا إذا
لم تلق ذياك المثيل
ورأيت عنقود الفؤاد
على سرير الحزن يذوي كالعليل
آت وعطر الحرف يغمرني
وشلال من الأضواء
يُخرج من حدود الجذب
أروقتي ويمنحني ثباتي
يا زهرة الشرق البهيج
وزفرة بفم الصباح
خذي يدي ودعي حروفي
ترتمي في ساعديك