عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة، صدر للشاعر السوري "أسعد المصري" ديوانه الشعري الأول، بعنوان "مـدّ الرمال". يقع الديوان في 100 صفحة من القطع المتوسط، ويضم ثلاثين قصيدة. تصميم لوحة الغلاف للفنان عبد العزبز عاشور.
"في ديوانه "مد الرمال" يقف "أسعد المصري" على بعد مسافة بين المجاز والواقع؛ تطول أو تقصر، وفق الحالة الشعرية الخاصة والخبرات الجمالية العالية التي اكتسبها عبر رحلة الإبداع وما تخللها من بؤس المناخ وحساسية الترحال والغربة.. ما بين رومانسية القمر والبحر والعشق، وواقعية الحزن والعذاب والجروح النازفة.. ومن الواقع اليومي ينتزع الشاعر وقائعه الشعرية فيعيد بناءها داخل النص ليوجهها، منطلقًا من ذاته المغتربة، باحثًا فيما حوله عما يعزز هذه الذات، وما يؤكد احساساته الموجوعة.
استمد الشاعر تشبيهاته من بيئته، ومما شهده أو خبره، مازجًا كل أحاسيسه ومشاعره وذوقه الخاص في التجربة الشعرية الواحدة.. ويبدو أنه سئم التشبيهات التراثية، فتبنى مفهومًا جديدًا للتشبيه هو ما تآزر فيه الفكر بالوجدان.
يهيم "أسعد المصري" في حضن الأسئلة الكبيرة :
لماذا تبدل الوجوه بالوجوه؟ ..لماذا تبدل نظراتنا مع كل انقلاب صيف؟..هلا أعدتنا يارب لو يومًا واحدًا طفلين..يجمعان الحجارة الملساء؟ هل كان سائق الحافلة يعرفك حين قال: وفر دموعك، فطريق غربتك لم يبدأ بعد؟!!
هكذا تحيل أسئلة الشاعر إلى أسئلة المتلقي، فأسئلة الموضوع.. دوامة من الأسئلة.. فكانت حوارية الذات مع الذات عملية أن أسقط فيها الشاعر همومه على الأشياء التي أمامه.. ولأن النص الشعري تجسيد لرؤية الشاعر وترسيم لحدودها من منظور سيكولوجي يهدف إلى نقل كثافة المشاعر بأسلوب مؤثر، فضلاً عن المشبه المحسوس/ المشبه المعنوى، استفاد الشاعر من دلالات مفردة الأحلام/ شجرة الجوز لكي تتجلى كل ايحاءاته المتكئة على وحشة الغربة ودموع الطريق.
وهكذا يطل علينا "أسعد المصري" في ديوانه الأول، باحثًا عن تاء تأنيث تعلن الدفء في وجه الصقيع، ونائمًا في حضن الوطن المخبأ في الصلاة، وفي الشموع، وفي السهر، ولاهثًا في شوارع العشاق التي صارت موطنًا لغبار الذاكرة... يعدو إلى ظل لحظة خبأها قبل الرحيل، فيوقفه صدى الشمس على مد الرمال متساءلاً : " يا ربّ هل يرضيكَ هذا الظمأ " ؟!.
على الغلاف الخلفي للديوان، نقرأ من قصيدة "ربَّما وطن":
( كلَّما اجتاحتني أغنيةٌ
لجأتُ إلى القصيدةْ
وأغنيتي تطيرُ اليومَ
وكلَّ يومْ
يا سندبادَ الجوِّ.. مهلاً
فكلَّما حلَّقتَ أنتَ
ترحلُ الأشجارُ..
والأنهارُ..
والحاراتُ..
والأنوارُ..
كلُّ الأرضِ عنِّي
والقلبُ يضطربُ
وكلَّما حطَّيتَ على أرضي
أطيرُ.. أطيرُ.. أطيرْ
أَنسى أنني المفطومُ
عن وطنٍ
وأمَّينِ اثنتينْ
بكيتُ أمي
أمي بكتني
ليغتسلَ الوطنْ ).
"أسعد المصري" يهدي ديوانه الأول إلى :
( لهم..
من يجبُرونَ تكسُّري
أو يكسرونْ
ولهم..
من يكتبونَ قصائدي
أو يقرؤونْ ).
• • • • •
أسعد المصري
assad_almasri@yahoo.com
• شاعر سوري من مواليد عام 1978، ومقيم حاليًا في جدة- السعودية.
• نشرت قصائده في العديد من الصحف والمجلات العربية، والمواقع الإلكترونية.
• الإصدارات :
- مـدّ الرمال : شعر. شمس للنشر والإعلام، القاهرة، 2009
- جَـزْر الرمال : شعر ( قيد النشر )
- دُوار القهوة : شعر ( قيد النشر )
- البريد الإلكتروني : assad_almasri@yahoo.com
• • • • •
ويبقى الظمأ
من ديوان "مـدّ الرمـال"
عن قصيدتي
يترجَّلُ الليلُ
فتعتلي ظَهرَ أبياتي
سَوءاتُ النهارْ
يسافرُ الحلمُ
في طفلةٍ أخلفتْ عُمْرًا
ليعودَ في ليلى..
أو بثينةَ.. أو سعادْ...
"القلبُ قد أضناه (فقدُ) الجَمال
والصدرُ قد ضاقَ بما لا (يُنالْ)"
تصحَّرتْ لغتي
بلا تاءِ تخصيبٍ
تيتَّمتْ شفتي
بدونِ نونِ حنانْ !
على إيقاع ِ رَملاءٍ
تطوفُ الأرضُ بي
فأغدو
ذاكرةً بلا لونٍ
بلا عطرٍ..
وادٍ..
جبلٍ..
عصفٍ..
دفءٍ..
بلا عِنَبٍ بلا سِلالْ
وأعدو
إلى ظِلِّ لحظةٍ
خبأتُها قبلَ الرحيلِ
فيوقفُني صدى الشمسِ
على مدِّ الرمالْ
"يا ربّ هل يرضيكَ هذا الظمأ" ؟!!.