سعدي يوسف
أنا من أهلِ اللهِ ...
يقولُ رفاقي عنّي !
أيْ أني الأبلهُ في العائلةِ ؛
الحِكمةُ
تأتي متأخرةً دوماً ، مثل الحافلةِ الإفريقيّةِ في الريفِ ...
لهذا
في ما يُشبِه معجزةً
أمسَيتُ ، أنا ، من أهلِ اللهِ !
مثَلاً :
لم أذهبْ لأُقَبِّلَ جزمةَ جنديٍّ أمريكيّ يعبرُ جسراً في بغدادَ ،
ولم أكتبْ حتى سطراً في الصحُفِ المأجورةِ
من لُبنانَ إلى رملِ إماراتِسْتان ...
ولم تكن امرأتي فَرْشاً لسِواي ،
ولم ألبَسْ جُـبّةَ لَطّامٍ من طهران ،
ولا شِروالاً ليقولوا : كان يقاتلُ في كردستان ...
...................
...................
...................
كنتُ شيوعيّاً
وعضَضْتُ على إبهامي ، حتى نَزَّ دماً ، لأظلَّ شيوعيّاً !
والآن ...
أنا ، حقّاً
من أهلِ الله !
لندن 31.10.2014