يدهشني الخصام الدائم على اقتسام مجد الستينات. الكل يريد أن تكون له حصة الأسد من هذا المجد وأن يكون الممثل وإذا أمكن الممثل الوحيد لهذا الجيل، وينسى أن الستينات كانت مرحلة سياسية: ثورة الطلبة العالمية، النجاح الذي حققته حركات التحرر الوطني، وفي العراق كانت الستينات فترة ما بعد ثورة تموز، مرحلة الأمل الذي وهن في السبعينات وانطفأ في الثمانينات، ودفن في التسعينات.
ثم أن جيل الستينات ليس شعرا فقط، كانت في فترة الستينات حركة فنون تشكيلية نشيطة قلما يتحدث عنها أحد، الستينات هي سلوك أيضا. لم يكن بعض الستينيين منتجا، كان ثمة شعراء لم يكتبوا شعرا وأدباء اقتصرت مساهمتهم الأدبية على المناقشات الشفهية حيثما اجتمع عدد من المثقفين. لكنهم كانوا هناك، جزءا من المشهد الثقافي لا يمكن إغفاله. كان المشهد الأدبي في الستينات يجري في المقاهي، وقد كنت غائبة عنها. كنت ناشطة في مكان آخر. لقد أتاحت لي كتابة النص الإذاعي بين 1961 و 1965 علاقة مباشرة مع جمهور هو ليس من رواد المقاهي الأدبية القليلة. واستمرت هذه العلاقة بعد ذلك من خلال الصحافة.
كان جيل الستينات مسلحا بالأمل، بمُثُل يصبو إليها وبأخلاق سياسية ستطبع كتابات هذا الجيل بعد ذلك، إذا أغفلنا الاستثناءات القليلة فإن كتاب هذا الجيل احتفظوا بالقدرة على التمرد، على التجديد. هذا ما سنجده في نصوصهم في السبعينات والثمانينات والتسعينات أيضا.
مجتزأ من ندوة أقيمت في سنة ما في نادي الرافدين في برلين