عن
مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة؛ يصدر هذا الأسبوع للشاعرة العراقية " د. بشرى البستاني" ديوانها الشعري العاشر والذي حمل عنوان " مخاطبات حواء ".
يقع الديوان في 128 صفحة من القطع المتوسط، ويضم 20 قصيدة متنوعة.
"مخاطبات حواء" مجموعة ِيتجلى فيها سمو الأنوثة وبهاؤها في همس صوفي يبجل جسد المرأة إذ يكثف به الكون ثم يعود ليبث إشارات هذا الجسد في عنفوان الوجود ليثمل الشجر والأنهار والبحار والغابات بنشوة إلهية متعالية على المادة.
"بشرى البستاني" شاعرة تهزم اللذة الحسية للجسد باللذة الروحية فتخلق بهجة جديدة هي بهجة الانتصار للروح ممتزجة بالعقل والحواس والذوق الرفيع والإحساس الجمالي الطافح بنشوة الحرية وفتنة الحب والمعرفة والدهشة الخالقة للإبداع الشعري، وبذلك تحوّل الجسد الأنثوي إلى شجرة للحياة وارفة، وتسمو بفاعليته الجنسية من خلال الترميز إلى تجريد يحرّره من اللحظوية الزائلة متساميًا به نحو الخلود والجلال.
تحتشد قصائد "بشرى البستاني" بكل ما يمنحها القدرة الاستثنائية على البوح تارة، والتمزق المأزوم بالوحشة تارة أخرى. كل ذلك في مزيج دلاليّ عصيّ على الفصم، وهكذا فإن قصائد المجموعة تذهب إلى هدفها دونما جهد تزويقيّ مفتعل، تذهب مثقلة بالغضب؛ أو مثقلة بالعذاب، صادقة في كلتا الحالتين إلى أبعد الحدود. وهنا مكمن العذوبة في القصيدة.
على الغلاف الخلفي، نقرأ مقاطع من قصيدة مخاطبات حواء:
( وقلتَ لي..
في الليالي الموحشةِ دثّريني
بورق الجنةِ
المتساقط من أناملك النبيّةِ
وهي تمسحُ بالضوء صدري...
• • •
وقلتَ لي..
إذ يجفوني وجهكِ..
تذبلُ فناجينُ القهوةِ،
وتنكفئُ الدِلالْ..
يا سيدةً تصلُ النورَ بالنبعْ
والوجدَ بالوجعْ
والغربةَ بالتمني:
أتسمحين بالموتِ على ضفافكْ..!
يا امرأةً
عتبها ولع
وصمتها جزع..
ودعوتها امتثالٌ..
صِليني.
• • •
وقلتَ..
دعي التفاح مصلوبًا على الأغصانْ
كي لا نقع في حبائله
مرةً أخرى....)
من قصائد الديوان :
مخاطبات حواء - تداعيات - موسيقى - نوافل الماء - غرناطة
امرأة ورجل - الملكات - القصيدة - الأغنية الجبلية - التفاحة
الوحشة آتية - ريثما تهدأ العاصفة - المحنة - أحزان الغضى
• • • • •
د. ب
شرى البستاني
bustani1990@yahoo.com
• شاعرة وأكاديمية عراقية، وُلِدت في مدينة الموصل وأنهت تعليمها الابتدائي والثانوي فيها.
• تخرجت في جامعة بغداد في قسم اللغة العربية بدرجة الشرف، ونالت شهادتي الماجستير والدكتوراه من كلية الآداب، جامعة الموصل بدرجة امتياز مع التوصية بطبع الرسالة والأطروحة.
• أستاذة الأدب والنقد، كلية الآداب، جامعة الموصل.
• حصلت على العديد من الأوسمة العلمية والثقافية وشارات العلم والإبداع من وزارة الثقافة والإعلام، والتعليم العالي والجامعات، والاتحاد العام للأدباء والكتاب، والاتحاد العام لنساء العراق، واللجنة الاستشارية للثقافة والفنون، وحصلت على لقب الأستاذ الأول عام 2000 في جامعة الموصل وكانت من الملاكات العلمية والأكاديمية المتميزة في القطر للأعوام 2000- 2003.
• كرَّمتها جامعة الموصل بدرع الإبداع في نيسان 2009، ونالت درع الإبداع من الجامعة الحرة في تموز 2009، وكرَّمتها دار (عراقيون) بدرع الإبداع في تشرين الثاني 2009.
• حصلت على العديد من الشهادات التقديرية من مؤسسات عراقية وعربية وعالمية، من ألمانيا وبراغ وتونس وبيروت والأردن.
• شاركت في العديد من المؤتمرات الأدبية والعلمية والثقافية والاجتماعية داخل العراق وخارجه، منها مؤتمر الثقافة والفنون في درزدن بألمانيا عام1982، ومؤتمر النساء العالمي في براغ عام 1985، ومؤتمر المبدعات العربيات في بيروت عام 1992 وتونس عام 1997.
• شاركت في تحرير مجلات وصحف عديدة فكانت عضوة هيئة تحرير في مجلة الجامعة والمرأة والنبراس والحدباء وآداب الرافدين.
• خبيرة استشارية في مجلتي آداب الرافدين، والتربية والعلم الأكاديميتين في جامعة الموصل.
• عضوة في الاتحاد العام للأدباء والكُتَّاب العراقيين والعرب، وعضوة في نقابة الصحفيين ورابطة التدريسيين الجامعيين في العراق.
• أشرفت على أكثر من ثلاثين أطروحة دكتوراه ورسالة ماجستير في الأدب والنقد وتحليل النص القرآني، وناقشت أكثر من مائة أطروحة دكتوراه وماجستير في اختصاصات مختلفة، ودرست أكثر من خمس وعشرين مادة في الأدب والنقد والمناهج النقدية في الدراسات العليا والبكالوريوس.
• لها كتب نقدية منها: دراسات في الشعر النسوي الحديث، عمان 1998 / قراءات في النص الشعري الحديث، الجزائر 2002 / في الريادة والفن، عمان 2010 / الدلالي في الإيقاعي، الاتحاد العام لأدباء العراق، 2010 / وأكثر من سبعين بحثًا ومقالة نُشِرَ معظمها في مجلات عراقية وعربية.
• شاركت في تأليف أكثر من عشرة كتب مشتركة في الأدب والنقد والاجتماع وحقوق الإنسان والأسرة والمرأة.
• تُرجِمَ شِعرها إلى الإنجليزية والفرنسية وصدر عن شعرها كتاب بالإنجليزية عن دار ميلن برس الأمريكية عام 2008، ترجمة الأكاديميتين د.وفاء زين العابدين ود.سناء ظاهر بعنوان "بشرى البستاني/ شعر معاصر من العراق".
• لها عشرة دواوين مطبوعة، هي:
1- ما بعد الحزن : بيروت 1973
2- الأغنية والسكين : بغداد 1976
3- أنا والأسوار : جامعة الموصل 1978
4- زهر الحدائق : بغداد 1984
5- أُقَبِّلُ كفَّ العراق : بغداد 1988
6- ما تركته الريح : دمشق 2003
7- البحر يصطاد الضفاف : بغداد 2000
8- مكابدات الشجر/ بغداد 2002
9- أندلسيات لجروح العراق : بيروت 2009
10- مخاطبات حواء : شمس للنشر والإعلام، القاهرة 2010
- الموقع الإلكتروني: http://bbustani.wordpress.com
- البريد الإلكتروني: bustani1990@yahoo.com
من قصائدها
هذا العصر لا يتسع لحبي
حرائقه ابتلعت أنهاري
لصوصه داهمت أيامي
مستلة ً آخر قطرات الضوء منها..
هذا العصر ناعور صدئ...
في كل اتجاه يتأرجح..
في كفه خنجرٌ مسمّم ْ.
كلما هممت بالابتسام وخَزَني..
تركني مخنوقة في ممر ضيق....
أخاف الدخول إلي بيتي
وأُمنَع من المغادرة هربا للفضاء
حتي أيقنت ألا فضاء في هذا العصر ...
فالخليل بن أحمد وابن منظوروباختين
كلهم كذبوا علينا....
لا فضاء في هذا الكون ...
بل دهليز يؤدي إلى دهليز تلو دهليز .
.......................
داخل البيت رجل ٌ يكمم فمي...
يلقي بقبعته الحديدية فوق وجهي ...
يمتشق حزامه النحاسيّ ويجلد ظهري
أفتح أزرارَ حزني لأغريه بعبير القرنفل ْ..
لكنه يزداد عنفا حتى يتدفق دمي ...
يجزّ بأصابعه الشوكية حرير شعري
يدفع رأسي إلى بركة ماء كبريتي
أختنق ...أصرخ ،
يكوي بلفافة تبغه لساني
ويقول لا مفرّ مني...
في الخارج يقف جنرالات ٌحاملون بنادق ْ
على أوجههم أقنعةٌ سوداءُ وصفراء ْ
في أحزمتهم تتكدس صفوف الرصاصِ ِ
ورمانات العلقم ْ ...
أتلقت مذعورة فلا أجد غير الرجال ِ
مدججين بخرائط الحروب ِ ..
وأصابع اللبلاب ْ...
أغمض عينيّ فأبصر الأطفال مكدسين على الأرصفة ِ
وتحت الأنقاضْ..
جثثا من ورود بيضاءَ....بنفسجية ْ....
مفتحةً عيونهم ومفردي السواعدْ...
لا نعوشَ تحملهمْ...
لا قبورَ تواريهم ْ...
وتحت أنقاض البيوت حجرٌ يصرخ ْ
تحت أنقاض البيوت أنينٌ يتدلي
وعلى أجنحة الريح عالقٌ دمع ُالنساء بتراب الأماني
أخضرَ، مخضبا بالحكمة ْ...
لكن من يقطف الحكمة َ من شجر امرأة ٍ
في عصر الرجال ْ....
يا الهي..
أما من عمل للرجال غير إشعال الحروبْ
وهل من عاقل يعطي امرأة ً واحدة ً دفة حكم العالم ْ
كي تضم إلى صدرها أنهاره وأشجانه وروابيه ْ
وتمسح بأصابع الحنان أوزاره ْ
يوما ً واحدا...يكفي
نهارا ً واحدا...
أو حتى ساعةًَ حب واحدة ...
تكفي وحدها لإنعاش العالم..
ولإبادة أزرار الصواريخ التي شحنها بالقسوة الرجال ْ ...

