يشكل الأسرى الفلسطينيون نموذجاً نضالياً، ويثبتون يوماً بعد يوم، أنهم الرقم الأصعب في المعادلة، وليس مجرد أرقام في سجلات المعتقلات والزنازين الاحتلالية، بل هم حماة وحراس الوطن المدافعين عن القضية الوطنية، ويناضلون من أجل انجاز أهداف الثورة والانتصار، وتحقيق الحلم الفلسطيني في الحرية والاستقلال الوطني وبناء الدولة المستقلة فوق التراب الوطني .
وفي الوقت الذي حقق فيه الأسير هشام أبو هواش انتصاراً على السجان بإرادته الصلبة وصموده البطولي، يواصل الأسرى الفلسطينيون معركتهم وخوض الإضراب عن الطعام لفترات متفاوتة، كما ويتواصل الاعتقال الإداري لأبناء شعبنا الفلسطيني، وهو اعتقال تعسفي بدون محاكمة ولا إثبات ولا دليل ولا لائحة اتهام، ومناقض بشكل سافر وصارخ لجميع المبادئ ومعايير العدالة والنزاهة القضائيين .
ويعيش الأسرى والمعتقلون الفلسطينيون ظلماً وقهراً وغطرسة، وتحرم زياراتهم من قبل عائلاتهم، ويعانون العزل والتضييق واحتجازهم في ظروف صعبة للغاية في الزنازين المعتمة عديمة التهوية، ويواجهون حالات صحية خطيرة واوجاع شديدة في جميع أنحاء الجسم .
إن إصرار المؤسسة الإسرائيلية على تجاهل معاناة الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين وإطلاقها العنان لوحداتها العسكرية للانتقام من الحركة الاسيرة في السجون والمعتقلات الاحتلالية، يدفع قضية الأسرى في واجهة القضايا التي تحرك الشارع الفلسطيني، وتجعلها في أعلى الأولويات النضالية والإعلامية .
ومع تصاعد التوتر والغضب في الشارع الفلسطيني، فإن الظروف الميدانية مهيئاً لأي حدث قد يشعل فتيل المواجهة بين المقاومة الفلسطينية والمؤسسة الاحتلالية .