يا مَنْ أبْدَعَ التَّكْوِيْن
ونَبَضاتِ القُلوبْ
وَهَمَسَ لليَاسَمينْ
أن يَتَفَتّح وشاءَ
أن يُزهِر..َ فأزْهَرْ
طهِّرْني.. واتْرُكْني
قَطرَةَ نَدى
أو دَمْعَةً
في عَيْنِ الزّمنْ
في قلبِ النّهارْ
تألّقَ ثغرُ الأرضْ
فَاَصَخْتُ بسمعي
وَفَمي يُرَدِّد
رَبِّي مَنَحَتْني
يداكَ الكريمتانْ
ما كنتُ أصْبو إليهْ
رَسَمْتَ شامَةً
على وَجْنَتي
ثم سَكَبْتَ في رُوْحِيَ
دِنانَ الجِنانْ
تأمَّلتُ براعِمَ خَلقِكْ
تلفُّها أوراقُ الرَّياحينْ
ونُسَيْماتُ الغاباتْ
تُوَشْوِشُ الأحلامْ
تُغازلُ أغصاناً أَلِفْتْهَا
بالقُبَلِ الثِّمارْ
تَرودُها الأرواحُ
وَسُكْرُ فراشاتٍ
شذَراتُ عِطرٍ
وبستانُ نُوْرٍ
مُقْبِلٍ
مَعَ لَوْنِ الرّبيعْ
من سَنا عينيكْ
والنَّسيْم
يَنْحَني ليُلَمْلِمَ
الأحلامْ
وَيَهْمُسُ للنَّدى
والرِّيحْ
من عُمْقِ قلبي
الغَريقْ
يُحَدِّقُ إلى البعيدِ
البعيدْ
إلى اللاّنهاياتْ
والسّمواتِ العُلا
وما بعدَ السَّماواتْ
تُقبِّلُ شفاهَ الزُّهورِ
الطُّيُور
وتلاعبُ الرِّيحُ
الغُيومْ
في قلبي انْزَرَعَتْ
شَجَرَةُ تُوْتْ
تُسَبِّحُ رَبَّها
وقتَ السَّحَرْ
غزالةُ المَدَى
تَغيبُ في ظلِّ الشَّجَرْ
ترنو لأنوارِ الكَوْنْ
وَلُهاثُ الرُّوحْ
في ضَوْءِ القَمَرْ