حين يتجول المرء اليوم في مواقع الانترنيت يصادف لصوصا، مخبرين سريين وربما قتلة يجتهدون في الفلسفة، يتنكرون بثياب الديمقراطية، يصدرون أحكاما، يدبجون بيانات، يصرخون، يستنكرون، يتهمون، يطالبون. لص يعلم الآخرين الأمانة، خائن يعلمهم حب الوطن، مخبر سري يعظ باحترام الرأي الآخر. إنهم في كل مكان في العراق وخارجه. هناك بالتأكيد أشخاص مخلصون لما يعتقدونه صحيحا، ما هو مؤكد أيضا أن ثمة أشخاصا دفعوا حياتهم ثمنا لما يعتقدونه، أشخاصا لا نستطيع إلا أن ننحني لدى ذكرهم باجلال ونحن نداري شعورنا بالذنب، لأننا نجونا بجلودنا وكنا عاجزين عن فعل أي شيء لإنقاذهم.
من مقابلة أجرتها الكاتبة فاتن الجابري
ونشرت في عدد من المواقع العراقية