ماراثون

2014-07-27
 عامر حسن
 " أسيرُ مع الجميع وخطوتي وحدي "
*

وحيداً يجتاز غابة نار
يدخل غرفة الابنوس
مبهوراً بقصائده السامرة
هكذا يبدأ قهوة الصباح
يتهجى عائلة الممنوع .... اصل المسموح
وفي شقة بباب المعظم
يتبادل والآتي شظايا الاخضر بن يوسف
يجمع تويجات العمر المختوم بالشمع الاحمر
تويجات الفجر المختوم برغيف منفى
حروفه تتعرى لفحولة ساق ثوري
واخرى تخفي شروقها باغتراب الجذور
وثالثةً تحاصر النهر المرتجف
كي يسدد خطاه
اذنْ هو يهتز شبقاً
اذا شاكسته عيون المها
وفي الطريق من الرصافة للكرخ
سيلقى اخر الشهداء
سيرى وطناً معلقاً بالمشجب
محارباً يزيت القصيدة لزمان اتٍ
واخر يزين الحبيبة لمساءٍ لم ياتِ
واخر يمشط رمال الشواطئ
في بغداد ..في بيروت .. في نيقوسيا
ويتثر بقايا مطر على القادمين
من جثة البلاد
لأنه يحلم بالقرى
يحلم ببغداد الجديدة .. بغداد القديمة
تبكي على شفاه الطير
معلقته المؤجلة
حين يدخل(حانة القرد المفكر) تسأله شرطة النص عن جملة عارية
تركها في بارات أبي نؤاس
 همزة ثيب شاغلها على عجل عند شواطئ سيدي بلعباس
وحيداً يركض في غابات الشرود  
 الخطى يبعثرها دخان الحشائش  رماد الورد إذ يغض بنار الشتائم 
 الطين يعانق أقدام هوميروس
 والندى يصقل مدنه الغارقة في سطور رامبو
 حرائق الوريقات تمحو ثرثرة( والت ويتمان)
 وسلالة الهمزات الوثنية تطوي نعليها
 تنام عند أسوار( بن عربي )
 وتسافر في جثته كطائر غادرته العاصفة 
يخرج من سجن ملكي ..
. يدخل في سجن وطني
 يخرج من لغط وثني ....
 يدخل في غزل حزبي
 يستريح في غرفة الابنوس / غرفة الشؤون
ملتصقاً برائحة الصمغ ولزوجة قصائده الشاردة
 يطرق باب الطلاسم
 لا احد يفتح باب الشهوة
 غير فضاء الفكرة التي بعثرها الرقيب 
 ماذا سيحمل الليلة
 لم يعد خائفاً فرائحة الشواء الطبقي تعبر شط العرب
 وجنود النار الوثنية تسرق ثلج حاج عمران
 لم يغلق باب القصيدة
 فلربما يدخلها الأحبة سهواً
فيصير كل اغترابه هاجساً للجذور
ماذا سيكتب الليلة
 ميناء بيروت مقفل بوجه الأبناء
 خرافات عدن تهرب في موج الخليج
 نساء الناصرية تنام في صحراء الملوك
 وقمم( كاوه) تجلد في ايوان كسرى 
ما كان يعرف ان الطين بربري الخصال
 فاقدام كافافي مزقها سجع الخليل
 يا صاحبي لا تشفق علينا
 انت الجليل ... ودونك الهباء
 - فالكل يغالب عثرته -
 حين يلامس وجه المساء يحدق في الاعالي
 .... يصرخ في جفوة المطارات 
.. ضجيج الملاجئ
 سذاجة المدن الثورية
 وإذ يغفو في البعد مع قوس قزح عراقي
 تبدأ سدوم بلياليها
 فيبكي على وطن يجلد مرتين
 سراً اذا ضحك طين الجنوب
 علناً اذا رقص ثلج الشمال

سعدي يوسف

 شاعر عراقي وكاتب ومُترجم، وُلد في ابي الخصيب، بالبصرة عام 1934. اكمل دراسته الثانوية في البصرة. ليسانس شرف في آداب العربية. عمل في التدريس والصحافة الثقافية . غادر العراق في السبعينيات وحاليا يقيم في لندن ونال جوائز في الشعر: جائزة سلطان بن علي العويس، والتي سحبت منه لاحقا، والجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة كافافي من الجمعية الهلّينية. في العام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلفٍ أجنبيّ. في العام 2008 حصل على جائزة المتروبولس في مونتريال في كندا . وعلى جائزة الأركانة المغربية لاحقاً

عمل كعضو هيئة تحرير "الثقافة الجديدة".

عضو الهيئة الاستشارية لمجلة نادي القلم الدولي PEN International Magazine

عضو هيئة تحرير مساهم في مجلة بانيبال للأدب العربي الحديث .

مقيم في المملكة المتحدة منذ 1999.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved