مسح ضوئي عبد الكريم العبيدي : من برحي وآس..

2017-01-14
أيها الكريم العبيدي .. يا أعذب الناس في معاملتي، الحميم المجبول من برحي  البصرة وآس حديقة الأمة لك من الأحجار الكريمة ( حجر عراقي ) وهو من الأحجار الغريبة، فهو لايشتعل إلاّ حين نسكبُ الماء عليه !! لا ليحرق .. يشتعل الحجر العراقي ليضيء مثل كل العراقيين الذين يشتعلون ليطردوا سلالة إبن النابغة من عراق الأنبياء والأئمة والمناضلات الشهيدات وعرسان الشهادة .. على ضخامتك، لك رشاقة عصفور وزهده في تناول الحياة، فأنت من أولئك الذين ذكرهم بصري قبلك وأطلق علي إشكاليتهم الوجودية ( أنه كان يتناول الحياة شعريا ) .. من المؤكد أنت تعرف ذلك البصري الزبيري العملاق .. أعني المترجم والمثقف الموسوعي نجيب المانع، صاحب رواية( تماس المدن ) تلك الرواية التي لايعرفها إلا القلة الآن، صدرت آواخر السبيعينات من دار الشؤون الثقافية- بغداد  وفي حوار معه في صحيفة عراقية، وعدنا نجيب المانع بروايته الثانية ( كل إنسان كوكب ) ..!! وبعد 2003 قرأتُ له ( ذكريات عمر أكلته الحروف ).. لا أدري لماذا لا أحد غيرك يذكرني بالكبير، نجيب المانع !! إلتقينا صدفة ياكريم وكلانا يعمل في مصنع الكلمة ذاتها أعني طريق شعبنا، من يومها شعرتُ أننا إلتقينا كثيرا ولكن ليس في الامكنة بل في بساتين المعارف الكبرى وفي التصدي للفاشية بطبعتها الرعوية في عراقنا المبتلى بالحكام الأجانب .. أحببت ُ روايتيك فالروايتان ( ضياع في حفر الباطن ) و( الذباب والزمرد ) : بتوقيت ماجرى ويجري وقادتني سرودك نحو درابين سمكة الصبور الماكولة / المذمومة والتي من أسمائها الحسنى : بصرة.. نعم فهي ليست نكرة حتى تعرف بألف لام ..!! وأنت تصف سوق ( الصيّاغة ) في ( الذباب والزمرد )، حيث يرتقي أحدهم إلى عمارة في السوق ويدخل شقة، أعادتني هذه الشقة للشقة المقابلة لها كنا نجتمع فيها طلبة ومدرسين وأعلاميين، والكل مظلتهم زهرة الرمان .. في  روايتيك الفضاء السردي : بصري.. والشخوص كأنني إلتقيتهم في شارع الكويت أو في مقبرة اليهود وبعض الوجوه أدخلتني في ( بار حنا ) المستظل بوردة الحديد المتعالية التي كانت يوما خزان ماء تطل على شارع بشار بن برد، الشاعر الذي شفلات الأخوة عارف هدمت بيته وبيت الحسين الخليع وحمّاد بن عجرد في المنطقة التي كانت تحمل اسم ( بستان كصب ).. لكن تشويه بصرتنا الآن يستحق رواية ثالثة منك فأنت مسكون فيها مهما سكنت بغداد فأنت لن تتبغدد لهذا السبب أحبك أكثر لأنك نخلة برحية وسدرة من النبق التفاحي تطل علينا من العميرية في أبي الخصيب . وفضاؤك مفتوح مثل شوارع الزبير الفارهة، وقميصك الأخضر بياضه من ملح الفاو...
.. تعال أيها الكريم سأنتظرك في شارع 14تموز المؤدي الى بيتنا ننتظرك أنا وولدي مهيار الذي يحبك ويسألني عنك وانتما تتحاوران، لنلتقي بعدها في الجلسة المخصصة لك في قاعة الشهيد هندال في مقر حزبنا .. كنتُ  من السعداء، وأنا أقدمك للجمهور الذي ضاقت به القاعة الكبيرة .. أيها الكبير العبيدي عبد الكريم .. النقي الناصع .. 
*منشورة في طريق الشعب/ 9/ آب/ 2016

مقداد مسعود

مقداد مسعود (من مواليد 15 أكتوبر 1954م البصرة، العراق)، هو شاعر وناقد عراقي بدأ النشر منتصف السبعينات من القرن العشرين ولدَ في بيتٍ فيه الكتب  أكثر من الأثاث . في طفولته كان يتأمل عميقًا أغلفة الكتب، صارت الأغلفة مراياه، فعبر إليها وتنقل بين مرايا الأغلفة، وحلمها مرارًا . في مراهقته فتنته الكتبُ فتقوس وقته على الروايات، وقادته إلى سواها من الكتب، وها هو على مشارف السبعين في ورطته مع زيت الكتب وسراجها بقناعة معرفية مطلقة

مؤلفاته
الزجاج وما يدور في فلكه
المغيب المضيء
الإذن العصية واللسان المقطوع
زهرة الرمان
من الاشرعة يتدفق النهر
القصيدة بصرة
زيادة معني العالم
شمس النارنج
حافة كوب ازرق
ما يختصره الكحل يتوسع فيه الزبيب
بصفيري اضيء الظلمة
يدي تنسى كثيرا
هدوء الفضة
ارباض
جياد من ريش نسور
الاحد الاول
قسيب
قلالي

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved