أدباء كبار أثروا الحراك الأدبي بكنوزٍ لاتفني.. روائيان وشاعر.. الروائيان هما لورنس داريل وألبير كامو والشاعر هو قسطنطين كفافي..المشترك الاتصالي بينهم : أزهرت سنوات أعمارهم في بلاد العرب ومنها نالوا الشهرة، وحسب شهاداتهم..داريل عاش فترة عميقة في الاسكندرية وبأسمها عرف القراء داريل من خلال الرباعية الاسكندرانية بأجزائها الاربعة وهي رواية أنجزت فتحا في المعمار الروائي العالمي، أستفاد فيها داريل من النظرية النسبية، لألبرت إنشتاين ومن ضلع رواية داريل أنبثقت (الرجل الذي فقدَ ظله) لفتحي غانم و( ميرامار ) نجيب محفوظ، و( السفينة ) جبرا ابراهيم جبرا، لكن السؤال العربي الموجه الى رباعية داريل، إذا كانت الرواية في الاسكندرية، لماذا غاب المصريون من النص؟ كل الشخوص من الجاليات التي كانت في الاسكندرية!! لماذا أنحذف المواطن المصري؟ وكان ذلك أثناء الثلث الاول من القرن العشرين.. وحين زار داريل مصر في ستينيات القرن الماضي، ولم يجد الأمور على سكونيتها التي عايشها، أستفزه الامر واعلن في مقالات له، ان ثمة تخريبات جرت للمعالم الفرعونية؟! ويقصد بذلك السد العالي والقطاع الاشتراكي والصداقة السوفيتية وتطور التعليم والمكننة الزراعية ؟! وتصدى الناقد محي الدين لداريل في كتابه النقدي (أبطال في الصيرورة ) وكذا الامر بالنسبة لشاعر كبير مثل كفافي فهو عاش في اسكندريته اليونانية، وكتب عن تاريخه اليوناني وحذف كل معالم الاسكندرية العربية الاسلامية وحين مات، أوصى ان يدفن في الاسكندرية، فهي موطن اجداده الاغريق ؟! الأمر يختلف بعض الشيء بالنسبة لألبير كامو، فهو مولود في الجزائر وتحديدا قرب قسنطينة.. حين أعود الى كامو الذي أحب نصوصه أرى ان العربي في رواية الغريب لايتكلم؟ ولاأرى مدينة الجزائر،لاأرى الاحياء النائية الفقيرة ولا المنازل القديمة أو المساجد والأسواق..؟ لماذا للعرب في الرواية ملامح هلامية لماذا لااسماء لهم؟ أين كامو الصحفي الذي وقف مع الجزائرين عمال البلدية في مقالاته؟ أين كامو المدافع عن العمال الزراعيين والمطالب بزيادة أجورهم؟ أين كامو المدافع عن احد علماء جميعة العلماء المسلمين ؟ والمطالبة بالضمان الصحي للعمال الجزائرين ؟هل كان فعل كل ذلك بفعل أنتمائه للحزب الشيوعي؟ وحين غادر الحزب انتهى كل ذلك الوهج الأممي ؟
أما في رواية (الطاعون) فلا وجود في مدينة وهران لغير الفرنسيين وهنا أتساءل أين العرب
وهم الأكثر في وهران؟..
*منشورة في (طريق الشعب) 25/حزيران/ 2014