مسح ضوئي/ فقه اللذة

2016-06-19
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/2f094633-a796-4a34-81b5-10201e82e5b1.jpeg
في حوار أجرته صحيفة ( السياسة الكويتية ) مع امرأة خليجية ، تصنّف ( ناشطة ) .. أستوقفتني دعوتها الى ضرورة سن قانون للجواري من أجل معالجة : الزنا.. !! وأقترحت ( الناشطة )!! ان يتم شراء السبايا الروس لدى الشيشان !!..ويبدون ان ( الناشطة ) على دراية بتسعيرة السبيّة الواحدة : 2500 دينار كويتي ومن باب الرفق بالمواطن، تقترح الناشطة استقطاع خمسين دينار شهريا من مشتري السبيّة !! في السياق نفسه أفتى رجل دين مصري : ضرورة العودة الى نظام الرق بشرط ان يشمل فقط غير المسلمين!! وهو رق بصيغة غنائم حرب ..!!.. والسؤال كيف صارت الفتوى بهذه المشاعية ؟ والسؤال الثاني لماذا نعالج مشاكلنا الاجتماعية الراهنة بهذه الطريقة السلفية، التي  ربما كانت موائمة  أحيانا ضمن حقبتها لكن هذا لايعني انها موائمة لكل العصور ومن جانب آخر ان انتاج فقه اللذة بهذه الطريقة تجعل الآخر ينفر منا ونحن في كوكب تحوّل قرية إلكترونية .. وهذا الامر يحيلني الى ما تفعله داعش مع النساء ،هل ترضى الناشطة ان يتم التعامل الداعشي معها او مع نساء عائلتها اذا وقعت في الأسر ؟.وماالفرق بين من ينتج هذه الفتاوى والارهاب الذي تمارسه داعش الآن بفتاويها الرثة منها ( جهاد النكاح ) واسترقاق النساء الايزيديات وغيرهن من النساء ؟.. ان انتاج هذه الفتاوي يذكرني بمن.. وأختصروا القرآن الكريم بما اطلق عليها ( آية السيف ) وهي أربع آيات مدنيات تبدأ كلها بفعل الأمر ( أقتلوا ) أو ( قاتلوا ) وقد حصرها إبن حزم بالآية الخامسة من سورة التوبة ( فأقتلوا المشركين حيث ماوجدتموهم ).. وهذه الآية الكريمة ( مشروطة بظرفيتها زمانا ومكان وفحوى وهي نزلت في مشركي مكة ) وبخصوص فقهاء اللذة فهؤلاء  يبحثون عن أرض ليؤسس عليها مدياتهم الظلامية في لحظتنا العربية المترهلة  التي تسيدت فيها ظاهرة إقالة العقل واستتباع الموروث النصي  دون نقاش ..هذه الإقالة بحد ذاتها هناك مَن وقف ضدها من السلف الصالح منهم الإمام الشافعي فهو مع إلتزامه الشديد  بنصية النص، فقد ترك للعقل ثغرة يتسلل فيها الى النص وأطلق على هذه الثغرة مفهوما هو ( مبدأ القياس ).. وهكذا نرى مع اشتراط الشافعي الى فهم النص والالتزام بالمنصوص لكنه لم يجعل العقل يستمد معقوليته من النص .. بل من العقل نفسه ..
*عمود اسبوعي / طريق الشعب / 17/ 11/ 2015


مقداد مسعود

مقداد مسعود (من مواليد 15 أكتوبر 1954م البصرة، العراق)، هو شاعر وناقد عراقي بدأ النشر منتصف السبعينات من القرن العشرين ولدَ في بيتٍ فيه الكتب  أكثر من الأثاث . في طفولته كان يتأمل عميقًا أغلفة الكتب، صارت الأغلفة مراياه، فعبر إليها وتنقل بين مرايا الأغلفة، وحلمها مرارًا . في مراهقته فتنته الكتبُ فتقوس وقته على الروايات، وقادته إلى سواها من الكتب، وها هو على مشارف السبعين في ورطته مع زيت الكتب وسراجها بقناعة معرفية مطلقة

مؤلفاته
الزجاج وما يدور في فلكه
المغيب المضيء
الإذن العصية واللسان المقطوع
زهرة الرمان
من الاشرعة يتدفق النهر
القصيدة بصرة
زيادة معني العالم
شمس النارنج
حافة كوب ازرق
ما يختصره الكحل يتوسع فيه الزبيب
بصفيري اضيء الظلمة
يدي تنسى كثيرا
هدوء الفضة
ارباض
جياد من ريش نسور
الاحد الاول
قسيب
قلالي

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved