يشتاقون مثوبة ً فيستعملون المشقة طوعا وشغفا، يقصدون رأس الثورة : الحسين بن علي، عليهما السلام.. ينطلقون من : الفاو ..ام قصر.. مزارع صفوان .. الزبير .. البصرة .. القرنة .. المدينة ..التنومة ..
لايحملون من المتاع سوى ذلك العشق الذي لايسعه القاموس .. يلهجون باسمه فيتفتح الكون بكل الندى
تتنافس البيوت والمضايف في استقبالهم وتوفير كل اسباب الراحة والذ الاطعمة .. شبان مثلهم يخلعون للمشاية احذيتهم، وجواريبهم ويقبلون باطن القدم الزائرة .. ليس تذللا بل محبة برأس الحسين الثائر الخالد وتلك القدم هي قدم صدق .. قدم مشّاء بعشق الفادي .... كم هي شاسعة المسافة من الفاو او من ام قصر او من مركز البصرة الى العتبات المقدسة، ماالذي صيّرها قصيرة ومبهجة واحتفائية بالنسبة للقدمين؟.. هل لأقدام المشّاية أجنحة ؟
لقد انغلقت كل الابواب في وجوه فقراء العراق، وخابت آمالهم بما يجري امام اعينهم : اولادهم أناروا العراق بالدم من خلال الجيش والحشد الشعبي، ولاحصة للبيت العراقي من النفط العراقي .. لاحصة للبيت العراقي من الفرح العائلي.. لاحصة للبيت العراقي من الكهرباء الوطنية ومايزال برميل النفط الذي ستوزعه المجالس البلدية، بسعر ٍ يكسر الظهر !! وهكذا حَملَ المواطن المخذول مظلمته في روحه وقصد النهج البليغ .. وهاهو يقطع المسافة على قدميه ليحرر جسده ونفسه وذاكرته وأحلامه من عبوديات متراكبة بعضها على بعض: يستنشق هواءً مباركاً .. يريد مثوبة ً وخلاصاً من ملوثات الوضع الراهن العراقي ..