ماسح الأحذية

2013-09-24
أنا
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/805ddcc7-bf0f-40b3-ba1b-0bc1b73431c6.jpeg
 لا أتقبل أن أضع قدمي على صندوق ماسح الأحذية، فالأمر يشعرني بالحقارة وبأني لا أطبق مبدأ المساواة التي أدعو الناس للإيمان به، لكن هذا الشاب الملحاح جعلني أقوم باستثناء إكراما له، فتركته يلمع حذائي وانشغلت عنه بتصفح جريدة على مقعد مقهى "الواحة"؛ فلعل ضيق حاله؛ هو من جعله يصمم على إقناعي بضرورة الامتثال لطلبه.
 لما أنهى تلميع حذائي (بحب وتفان)، ناولته قطعة نقدية كنت أخرجتها من جيبي، رفضها، فقلت له:
- ألست راضيا عن الأجر؟.
أجابني بعدما طأطأ رأسه:
- والله لن آخذ أجرا على فعل شرفني كثيرا.
استغربت من رده وطلبت منه توضيح أمره، أجابني والابتسامة تعلو وجهه الملطخ بالصباغة:
- أيعقل أن أمسك نقودا ممن على يديه حصلت على شهادة "الباكالوريا" ؟!. 
حينها لم أدر كيف نهضت بسرعة من مقعدي، وصرخت في وجوه زبائن المقهى:
- عباد الله !انظروا من تخرج على يدي.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved