" مثقّفو" العراق المضبوعون أبداً

2013-01-28

يقالُ للرجل : مضبوعٌ ، إذا تملّكه خوفُ الضبُعِ حتى صار هذا الخوفُ تعلُّقاً ودنَفاً .
الضبُعُ ماضٍ في سبيله ، غير آبهٍ بالمضبوع.
لكنّ المضبوعَ يظلّ يتبع الضبعَ.
والضبُعُ دابّةٌ قذرةٌ ، منتنةٌ.
الضبُعُ يتبوّل على تابعه.
والتابعُ ماضٍ في ولهه بالضبُعِ .
يقول المثقف العراقيّ للضبُع ( الحكومة العميلة الآن ) :
لا تتركْني يا أبي!
والضبُعُ ماضٍ في سبيله .
والمثقف العراقيّ المضبوع ماضٍ في حبِّه الحكومةَ العميلةَ :
لا تتركْني يا أبي!
*
أكتبُ هذا ، وأنا أتابع المهانةَ التي يتلذذ بها المثقفون العراقيون .
يذهبون إلى العراق المحتلّ رغبةً في خدمة النظام العميل، لكن النظام يرفضهم بصفاقة لها أسبابها .
لكنهم يذهبون.
يذهبون لـيُطرَدوا !
وفي تظاهراتٍ تافهة مثل " المربد " يتكالب هؤلاء على الدعوة.
يطلبون التوسّط . يلحّون . ويُلحِفون .
يقولون للضبُع : لا تتركْني يا أبي!
والضبُع يتبوّل عليهم.
*
الحقّ أن " المثقفين " العراقيّين ، حصراً ، يتمتعون بخِصلة المضبوع .
إن وقفوا ضد ضبُعٍ ما، اتّبعوا، مباشرةً، وبلا أيّ تأخير، ضبُعاً جديداً .
لم يحاولوا الحرية .
من ضبُعٍ إلى ضبُعٍ .
من متسيّدٍ إلى آخر، حتى لو كان المتسيّد في وضاعة أحمد الجلبي أو:
فخري كريم وعلي الشلاه ومفيد الجزائري والإقطاعيين الأكراد.
*
لا تتركْني يا أبي!


 مثقّفو" العراق المضبوعون أبداً

سعدي يوسف

 شاعر عراقي وكاتب ومُترجم، وُلد في ابي الخصيب، بالبصرة عام 1934. اكمل دراسته الثانوية في البصرة. ليسانس شرف في آداب العربية. عمل في التدريس والصحافة الثقافية . غادر العراق في السبعينيات وحاليا يقيم في لندن ونال جوائز في الشعر: جائزة سلطان بن علي العويس، والتي سحبت منه لاحقا، والجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة كافافي من الجمعية الهلّينية. في العام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلفٍ أجنبيّ. في العام 2008 حصل على جائزة المتروبولس في مونتريال في كندا . وعلى جائزة الأركانة المغربية لاحقاً

عمل كعضو هيئة تحرير "الثقافة الجديدة".

عضو الهيئة الاستشارية لمجلة نادي القلم الدولي PEN International Magazine

عضو هيئة تحرير مساهم في مجلة بانيبال للأدب العربي الحديث .

مقيم في المملكة المتحدة منذ 1999.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved