يقالُ للرجل : مضبوعٌ ، إذا تملّكه خوفُ الضبُعِ حتى صار هذا الخوفُ تعلُّقاً ودنَفاً .
الضبُعُ ماضٍ في سبيله ، غير آبهٍ بالمضبوع.
لكنّ المضبوعَ يظلّ يتبع الضبعَ.
والضبُعُ دابّةٌ قذرةٌ ، منتنةٌ.
الضبُعُ يتبوّل على تابعه.
والتابعُ ماضٍ في ولهه بالضبُعِ .
يقول المثقف العراقيّ للضبُع ( الحكومة العميلة الآن ) :
لا تتركْني يا أبي!
والضبُعُ ماضٍ في سبيله .
والمثقف العراقيّ المضبوع ماضٍ في حبِّه الحكومةَ العميلةَ :
لا تتركْني يا أبي!
*
أكتبُ هذا ، وأنا أتابع المهانةَ التي يتلذذ بها المثقفون العراقيون .
يذهبون إلى العراق المحتلّ رغبةً في خدمة النظام العميل، لكن النظام يرفضهم بصفاقة لها أسبابها .
لكنهم يذهبون.
يذهبون لـيُطرَدوا !
وفي تظاهراتٍ تافهة مثل " المربد " يتكالب هؤلاء على الدعوة.
يطلبون التوسّط . يلحّون . ويُلحِفون .
يقولون للضبُع : لا تتركْني يا أبي!
والضبُع يتبوّل عليهم.
*
الحقّ أن " المثقفين " العراقيّين ، حصراً ، يتمتعون بخِصلة المضبوع .
إن وقفوا ضد ضبُعٍ ما، اتّبعوا، مباشرةً، وبلا أيّ تأخير، ضبُعاً جديداً .
لم يحاولوا الحرية .
من ضبُعٍ إلى ضبُعٍ .
من متسيّدٍ إلى آخر، حتى لو كان المتسيّد في وضاعة أحمد الجلبي أو:
فخري كريم وعلي الشلاه ومفيد الجزائري والإقطاعيين الأكراد.
*
لا تتركْني يا أبي!