مؤيّد الراوي يرحلُ نحو النجم

2016-05-08
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/0b6c861f-541d-4c78-a887-d12233d258b3.jpeg
في آخر مُهاتَفةٍ بيننا ، وكانت منذ أيّام فقط ، مازحتُه قائلاً : أنت يا مؤيّد ، مثل صاحبنا الفرزدق ، إذ قال ، والله لَخلعُ ضِرْسٍ مني أهونُ علَيّ من قول بيتِ شِعرٍ . فأجابه أحدهم : يا هذا ، لقد شققتَ على نفسِكَ 
إن الشِعر لأيسَرُ ممّا تظنُّ !
في المكالمة ذاتِها أخبرَني مؤيّد أن ديوانه الجديد " سرْدٌ مفرَد " سوف يَصدرُ في أسبوع الكتاب الألمانيّ ، كما أنبأه خالد المعالي .
ولقد صدر الكتاب الذي ألححْتُ بصدده كثيراً ، حتى تمّ جمعه وترتيبه بعونٍ من فخرية البرزنجي ، فقد كان مؤيّد ، فاقد البصرِ تقريباً .
الكتاب يَحِلُّ . مؤيّد يرحل .
*
كنتُ ، دوماً ، أعتبِرُ مؤيد الراوي ، أساسَ التحديث في قصيدة النثر العراقية فالعربية . فهو بتكوينه الثقافي الممتاز ، بأنجلوسكسونيّته الباذخة ، براديكاليّته العميقة ، بنظرته المتعالية قليلاً ، استطاع أن يكتب شِعراً
مختلفاً ، فيه من الجِدّ واحترام العملية الفنيّة ما ينأى به عن الاستسهال والتعجُّلِ  وتفاهة المنبر السياسي.
*
كنّا في بيروت ، آنَ عرفنا أنه كان على قائمة القتل .
رحل إلى برلين ، مُذّاك .
واليوم ...
يرحل مؤيّد إلى النجم .
*
تعزيَتي إلى فخرية البرزنجي ، رفيقته المخلصة .
إلى ابنته رانية .
إلى ابنه ...
وإلى كل مَن عرفوا الرجلَ ، فارعَ القامةِ ، ساخراً ، حُرّاً .
لقد فقدْنا شاعراً  شجاعاً في فنِّهِ ، وفي سيرتِه .
لندن 10.10.2015


سعدي يوسف

 شاعر عراقي وكاتب ومُترجم، وُلد في ابي الخصيب، بالبصرة عام 1934. اكمل دراسته الثانوية في البصرة. ليسانس شرف في آداب العربية. عمل في التدريس والصحافة الثقافية . غادر العراق في السبعينيات وحاليا يقيم في لندن ونال جوائز في الشعر: جائزة سلطان بن علي العويس، والتي سحبت منه لاحقا، والجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة كافافي من الجمعية الهلّينية. في العام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلفٍ أجنبيّ. في العام 2008 حصل على جائزة المتروبولس في مونتريال في كندا . وعلى جائزة الأركانة المغربية لاحقاً

عمل كعضو هيئة تحرير "الثقافة الجديدة".

عضو الهيئة الاستشارية لمجلة نادي القلم الدولي PEN International Magazine

عضو هيئة تحرير مساهم في مجلة بانيبال للأدب العربي الحديث .

مقيم في المملكة المتحدة منذ 1999.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved