في فورة حماسةٍ وانقضاضٍ ، دخلت ميليشيا الإقطاعييّن الأكراد ، مدينة كركوك العراقية ، وأباحت المدينة للنهب والسلب ، ممّا يُذَكِّرُ باحتلال بغداد في العام 2003 .
لقد تباهى شيخ مصطفى جعفر ، بالعمليّة ، بل وجدَ فيها سابقةً للإنقضاض على العراق العربيّ بأجمعه ، قائلاً إن من حق الغزاة الأكراد التموضع في أي مكان من العراق ، بمجرّد تلقّيهم أمراً من الرئيس ( الكرديّ ) ...
وقد جرى تنفيذُ هذا المبدأ الخطِر ، حين احتلّت عصابات الإقطاعيّين الأكراد مناطق في بعقوبة انسحبت منها القواتُ الحكوميّة .
*
الوضعُ الحاليّ في العراق ، مائعٌ ، إلى حدٍّ لا يمكنُ البناءُ عليه .
أي أن الحقائق على الأرض ، لا تمتلكُ أيّ ثبات ، وهي معرَّضةٌ للتغيير في أي لحظة .
من هنا أقول إن تعريض القضية الكردية ، لمخاطرَ نهائية ، يحملُ أكثر من وجه لمغامرةٍ تاريخية ، قد تلحقُ ضرراً قاتلاً
بمطمح الشعب الكرديّ .
أولى المخاطرات هي وضعُ الأكراد بمواجهة العرب .
العراق ، على مدى التاريخ الإسلامي ، عراقان :
عراق العرب.
عراق العجَم .
وليس من المعقول أن يفكِّرَ وزيرٌ كرديٌّ مخبولٌ بأن العراق ، كل العراق ، سيكون تحت جزمة ميليشيا الإقطاعيّين الأكراد .
*
صحيحٌ أن الاحتلال أبرزَ حقائقَ معيّنةً .
كما أخفى حقائقَ كبرى ...
لكنْ ، لا أحد بمقدوره ، إخفاءُ الحقيقةِ العُظمى :
العراق العربيّ .
لندن 12.06.2014