ميليشيا الإقطاعيّين الأكراد تتمدّد

2015-02-14
في فورة حماسةٍ وانقضاضٍ ، دخلت ميليشيا الإقطاعييّن الأكراد ، مدينة كركوك العراقية ، وأباحت المدينة للنهب والسلب ، ممّا يُذَكِّرُ باحتلال بغداد في العام 2003 .
لقد تباهى شيخ مصطفى جعفر ، بالعمليّة ، بل وجدَ فيها سابقةً للإنقضاض على العراق العربيّ بأجمعه ، قائلاً إن من حق الغزاة الأكراد التموضع في أي مكان من العراق ، بمجرّد تلقّيهم أمراً من الرئيس ( الكرديّ ) ...
وقد جرى تنفيذُ هذا المبدأ الخطِر ، حين احتلّت عصابات الإقطاعيّين الأكراد مناطق في بعقوبة انسحبت منها القواتُ الحكوميّة .
*
الوضعُ الحاليّ في العراق ، مائعٌ ، إلى حدٍّ لا يمكنُ البناءُ عليه .
أي أن الحقائق على الأرض ، لا تمتلكُ أيّ ثبات ، وهي معرَّضةٌ للتغيير في أي لحظة .
من هنا  أقول إن تعريض القضية الكردية ، لمخاطرَ نهائية ، يحملُ أكثر من وجه لمغامرةٍ تاريخية ، قد تلحقُ ضرراً قاتلاً
بمطمح الشعب الكرديّ .
أولى المخاطرات هي وضعُ الأكراد بمواجهة العرب .
العراق ، على مدى التاريخ الإسلامي ، عراقان :
عراق العرب.
عراق العجَم .
وليس من المعقول أن يفكِّرَ وزيرٌ كرديٌّ  مخبولٌ بأن العراق ، كل العراق ، سيكون تحت جزمة ميليشيا الإقطاعيّين الأكراد .
*
صحيحٌ أن الاحتلال أبرزَ حقائقَ معيّنةً .
كما أخفى حقائقَ كبرى  ...
لكنْ ، لا أحد بمقدوره ، إخفاءُ الحقيقةِ العُظمى :
العراق العربيّ .

لندن 12.06.2014

سعدي يوسف

 شاعر عراقي وكاتب ومُترجم، وُلد في ابي الخصيب، بالبصرة عام 1934. اكمل دراسته الثانوية في البصرة. ليسانس شرف في آداب العربية. عمل في التدريس والصحافة الثقافية . غادر العراق في السبعينيات وحاليا يقيم في لندن ونال جوائز في الشعر: جائزة سلطان بن علي العويس، والتي سحبت منه لاحقا، والجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة كافافي من الجمعية الهلّينية. في العام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلفٍ أجنبيّ. في العام 2008 حصل على جائزة المتروبولس في مونتريال في كندا . وعلى جائزة الأركانة المغربية لاحقاً

عمل كعضو هيئة تحرير "الثقافة الجديدة".

عضو الهيئة الاستشارية لمجلة نادي القلم الدولي PEN International Magazine

عضو هيئة تحرير مساهم في مجلة بانيبال للأدب العربي الحديث .

مقيم في المملكة المتحدة منذ 1999.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved