تقول الشاعرة العربية القديمةُ :
أكْنِيهِ حين أناديهِ لأُكرمَهُ ولا أُلَقِّبُهُ ، والسوأةُ اللقَبُ
وفي روايةٍ أخرى :
أكْنيهِ حين أناديهِ لأكرمَهُ ولا ألقِّبُهُ ، والسوأةَ اللقَبا
*
والحقُّ أن العرب تُعنى بالكُنى والألقابِ ، لكنها ( أي الأمّة العربية ) تتواضعُ في الانتساب، بل تفتخرُ في الإنتساب إلى المهَنِ والحِرَف، وربّما كان مرَدُّ ذلك أننا بُداةٌ ، والحِرفةُ لها شرفُ كلِّ جديدٍ ، لذا كان الناسُ يتشرّفون بالإنتساب إلى حرفةٍ .
وهكذا كان الفرّاء ، والكسائي ، والخبز أرزي ، والبطّيخي ، والساعاتي ( مؤخراً ) ، والباججي ، والجادرجي،
والدملوجي ... إلخ .
لكنّ حيدر العبادي له شأنٌ مختلفٌ :
كان يصنع الكبّةَ ، منزليّةً ، بمساعدةٍ من حرَمِهِ ، ويوزعُها على منافذَ لندنيّةٍ ، بعضُها تابعٌ لحزب الدعوةِ ،
مثل تعاونيّة بريفيل
Perivale
إسهاماً منه في نضال حزبه ، وهو يتأهّلُ ، بريطانيّاً ، ليحكم جمهورية الموز العراقية .
إذاً :
كيف ننسبه إلى مهنته : صانع كبّة ماهراً بمساعدة زوجته ؟
أم عبقريّ إلكترونيّات مثل ستيف جوبز ؟
*
أهل الكبّة في العراق مشاهير ؛ هناك كبّة السراي .
وحيدر العبادي في سراي الحُكم .
لكن صاحب كبّة السراي ذات الشحم الوفير والمصارين سوف يحتجّ حتماً !
يتسمّى ، حيدر كبّة ؟
لكن آل كبّة سوف يحتجّون ...
لقد كان منهم وزيرٌ يوماًما ، في أواخر الأربعينيات ، هو محمد مهدي كبّة ، رئيس حزب الاستقلال ، ووزير التموين ، الذي قال عنه الشاعر الشعبي ، الخصيبي ، صديق بدر شاكر السياب ، عبد
الدايم :
مبارك مهدي بو كبّة تاخذ كلْ شهَر ضَبّةْ
مبارك صرت بالتموين حتى تجهِّز إلنا طحين
أبيض خالي من الطين تعوفه النعجة الجربةْ
مبارك مهدي بو كبّة !
*
إذاً ...
ما العمل ؟
هذا سؤال لينين ... ( أبعدَ الله شرّهُ عنك ! )
*
عليك ، ياسيّدي ، بالألمان ...
ألم يكن اسمُ بطلهم في سباقات العالَم : شوماخَر ( أي القندرجي ) ؟
وماذا في الأمر ؟
أليس عميد الأغنية العراقية مثل شوماخر ، قندرجيّاً ؟
*
لنتركْ هذا الكلام .
ويا عزيزي حيدر ، لتهنأْ بك العبادُ والبلادُ .
ولتكُنْ خيرَ خلَفٍ لخيرِ سلَفٍ .
لندن 14.08.2014