قبل أربعين عاماً ، اندفعتْ دبّابةٌ من دروع الجنرال جياب ، في أحد مداخل سايغون ، لتسجِّلَ مشهداً لن يُنسى ، هو مشهدُ الهروبِ الكبيرِ لعملاء الاحتلال الأميركيّ ، وفيه يتخلّى المحتلّون عن عملائهم ، ببساطةٍ تامّةٍ ، لا مثيلَ لها
في تاريخ الحروب.
ليست هذه المرة الأولى التي يلقى فيها الخونةُ ، مصيراً مُخزياً ، لكنها المرة الأولى التي سُجِّلَ فيها هذا المصيرُ بالوسائل
الإعلامية الحديثة .
ومن تلك الصورِ ، مشهدُ التدافعِ الرهيب ، للتعلُّقِ بآخر مروحيّةٍ أميركيةٍ تغادرُ سايغون ، سايغون التي سوف تسمّى
مدينة هوشي منَهْ ...
*
أتذكّرُ سقوطَ سايغون ، الذي أعلى انبعاثَها من الرماد .
وأتذكّرُ المرّاتِ التي سقطتْ فيها بغدادُ ، ولم تنبعثْ .
*
الآن ...
بغدادُ آيلةٌ إلى السقوط .
بأسرعَ ممّا يتصوّرُ المتشائمون .
هكذا قرّرتْ عواصمُ القرار .
كم مروحيّةً يحتاجُ العملاءُ ؟
وكم قناةً تلفزيونيّةً ...
تورنتو 20.05.2015