ذهبتُ إلى برلين ، إلى نادي الرافدين هناك ، مشاركاً في أيّامٍ ثقافية ، عراقيةٍ ، بين العشرين والثالث والعشرين من آب( أغسطس ) 2009.
لم تكن لديّ أوهامٌ ، فقد سبقَ أن كتبتُ ضمن سلسلة " المثقف التابع " عن استيلاء مثقفين تابعين على النادي .
ذهبتُ بدعوةٍ كريمةٍ من صديقٍ عزيز ، هو ناصر خزعل ، صديق أيام العُسْــرِ والإباء.
أحييتُ أمسيتي الشعرية ، وكانت من أفضل أمسياتي . كما جرى نقاشٌ حرٌّ مفتوحٌ بيني وبين الحضور الكرام .
كان اللقاء صريحاً ، بل صريحاً جداً .
أتذكّرُ أنني ندّدتُ بـ " الموقف الـمُخزي للمثقفين العراقيين من الاحتلال " تنديداً صارخاً تماماً .
وحين أثيرت مسألةُ تجمُّعٍ جديدٍ للمثقفين العراقيين ، بعد طول فُرقةٍ وشتاتٍ ، ذكرتُ كيف تَمَّ طردي من " الرابطة " العتيدةِ في اجتماعٍ لم أُدْعَ إليه ، وأنا أمينُها العامّ !
بيّنتُ أن الإطار التنظيمي ، أو غير التنظيميّ ، ليس من اهتمامي ، بسببٍ من خيبةِ أملٍ دائمةٍ ومبرّرة .
لكني اقترحتُ أفُقاً :
لا للاحتلال . لا للظلام .
بإمكاننا أن نعمل وننشط ، مثقفين وطنيين ، ضمن هذا الأفق المديد .
قد نجتمع هنا وهناك .
قد نحاول إيجادَ منبر أو منابر .
قد نلتقي في مقهى أو مشربٍ .
نتراسل .
ننسِّق .
ونكتب . نرسُمُ . نغَني . نمثِّل . نصنع سينما.
لا بدَّ من أفقٍ يحررنا من اللاجدوى ، يحرر حتى مَن أيدوا الاحتلال من خطيئتهم :
لا للاحتلال . لا للظلام .
لندن 06.09.2009