أن تقترحَ أفُـقـاً !

2009-07-12

 ذهبتُ إلى برلين ، إلى نادي الرافدين هناك ، مشاركاً في أيّامٍ ثقافية ، عراقيةٍ ، بين العشرين والثالث والعشرين من آب( أغسطس ) 2009.
لم تكن لديّ أوهامٌ ، فقد سبقَ أن كتبتُ ضمن سلسلة " المثقف التابع " عن استيلاء مثقفين تابعين على النادي .
ذهبتُ بدعوةٍ كريمةٍ من صديقٍ عزيز ، هو ناصر خزعل ، صديق أيام العُسْــرِ والإباء.
أحييتُ أمسيتي الشعرية ، وكانت من أفضل أمسياتي . كما جرى نقاشٌ حرٌّ مفتوحٌ بيني وبين الحضور الكرام .
كان اللقاء صريحاً ، بل صريحاً جداً .
أتذكّرُ أنني ندّدتُ بـ " الموقف الـمُخزي للمثقفين العراقيين من الاحتلال " تنديداً صارخاً تماماً .


وحين أثيرت مسألةُ تجمُّعٍ جديدٍ للمثقفين العراقيين ، بعد طول فُرقةٍ وشتاتٍ ، ذكرتُ كيف تَمَّ طردي من " الرابطة " العتيدةِ في اجتماعٍ لم أُدْعَ إليه ، وأنا أمينُها العامّ !
بيّنتُ أن الإطار التنظيمي ، أو غير التنظيميّ ، ليس من اهتمامي ، بسببٍ من خيبةِ أملٍ دائمةٍ ومبرّرة .
لكني اقترحتُ أفُقاً :
لا للاحتلال . لا للظلام .
بإمكاننا أن نعمل وننشط ، مثقفين وطنيين ، ضمن هذا الأفق المديد .
قد نجتمع هنا وهناك .
قد نحاول إيجادَ منبر أو منابر .
قد نلتقي في مقهى أو مشربٍ .
نتراسل .
ننسِّق .
ونكتب . نرسُمُ . نغَني . نمثِّل . نصنع سينما.
لا بدَّ من أفقٍ يحررنا من اللاجدوى ، يحرر حتى مَن أيدوا الاحتلال من خطيئتهم :

لا للاحتلال . لا للظلام .

لندن 06.09.2009

 

سعدي يوسف

 شاعر عراقي وكاتب ومُترجم، وُلد في ابي الخصيب، بالبصرة عام 1934. اكمل دراسته الثانوية في البصرة. ليسانس شرف في آداب العربية. عمل في التدريس والصحافة الثقافية . غادر العراق في السبعينيات وحاليا يقيم في لندن ونال جوائز في الشعر: جائزة سلطان بن علي العويس، والتي سحبت منه لاحقا، والجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة كافافي من الجمعية الهلّينية. في العام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلفٍ أجنبيّ. في العام 2008 حصل على جائزة المتروبولس في مونتريال في كندا . وعلى جائزة الأركانة المغربية لاحقاً

عمل كعضو هيئة تحرير "الثقافة الجديدة".

عضو الهيئة الاستشارية لمجلة نادي القلم الدولي PEN International Magazine

عضو هيئة تحرير مساهم في مجلة بانيبال للأدب العربي الحديث .

مقيم في المملكة المتحدة منذ 1999.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved