دائماً ، في الغروبِ ، تبدأُ أسوارُ القِلاعِ التنفُّسَ .
إنتهتِ الحربُ ، منذُ قرنَينِ أو عشرينَ قرناً ،
لكنها فَجأةً تعودُ إذا ما هبطَ الليلُ ، يُوقِدُ
الـجُنْدُ في الأبراجِ قنديلَهم ، بعيداً عن الريحِ ،
ويبكون وحدَهم .
سوف يأتي الرسولُ ،
حتماً سيأتي ، حاملاً رأسه على رأسِ رُمْحٍ .
ربما كان متعَباً ، فغَفا بانتظارِ أن يورِقَ الرمحُ
مع الصبحِ .
هل تُراهُ سيستيقظُ ؟
والـجُنْدُ في البُرْجِ ،
وقنديلُهُم تخافَتَ ، والصبحُ لم يجيءْ ،
والرسولُ الذي سيأتي وقد ثبّتَ بالرمحِ رأسَه ،
بَعْدُ لم يأتِ .
إذاً ، ما الذي سيفعلُهُ الجندُ في الصباحِ الـمُنَدّى ؟
ما الذي يفعلون ؟
*
توْقِفُ أسوارُ القلاعِ التنفُّسَ
والقنديلُ فحمٌ في الماءِ والريحِ .
الحروبُ انتهتْ
ولكنها سوف تنادي جنودَها دائماً
كلَّ مساءٍ
وسوف يأتي الجنودُ .
..................
..................
..................
دائماً
دائماً
سيبكي الجنودُ .
عمّان 14.12.1992