إنهم يتذكّرون ، الآن ، بلداً اسمُه عراق ...

2014-08-11
 منذ دهرٍ ، بعد أن استقرّ الاحتلالُ ، ونصّبَ حكوماته العميلة من المعمّمين الكفّار ،  لم يعُدْ أحدٌ ،  يهتم بتلك البقعة التافهة ، وبأهلها زوّار المقابر ، آكلي الرزّ  بالحمّص واللحم المثروم ...
أعني بالبقعة : العراق .
الكُتّابُ ، من عراقيّين ، وعرب ، وأوربيين ، وأميركيّين ، صاروا يلاحقون أدقّ التفاصيل عن سوريا : أيّ مدرسةٍ قُصِفَتْ ... أي مئذنةٍ هدمَها بشّار الأسد ... إلخ
تماماً ، كما فعلوا ، عشيّة غزو العراق.
المشكلة الآن ، أن القتلى اليوميّين في العراق ، فاقوا عدداً حتى الأرقام المبالَغ فيها عن القتلى في سوريّا !
في أيلول هذا ، فقط ، قُتِل ألف عراقيّ ، وجُرِح حوالي أربعة آلاف .
مَن يقتل مَن ؟
لا أظنّ العراقيّين المساكين مولَعين بالقتل .
إذاً ... مَن ؟
أقولُ بلا تردُّدٍ  : إن القتَلة هم ذوو العمائم القذرة .
ابتداءً  من السيستاني ( هذا هو اسمُه ؟ )
حتى الغلامَين : عمّار ومقتدى .
محكمة الأولد بيلي اللندنية تحكم  في نيسان بالسجن على تاجر أجهزة كشف المتفجرات المزيّفة ، بينما حكومة ذوي العمائم النتنة ، ظلّت تستخدم هذه الأجهزة حتى الآن ، ممّا تسبّب  في مقتل حوالي خمسة آلاف عراقيّ مسكين .
التاجر الإنجليزي  الشاطر ربح 75 مليون استرليني . باع لُعبةً كلّفة الواحدة منها  عشرون استرلينيّاً ، بسبعين ألف استرلينيّ !
*
هؤلاء العملاءُ ذوو العمائم  ...
ينبغي أن يُحاكَموا
وأن يُشنَقوا بعمائمهم ذاتها .
تُنزَعُ عمائمُهم في البداية ، ليرى الناسُ أيّ أفاعٍ وتماسيح وذئاب وديدان  تحتَها .
ثمَّ تُلَفُّ حول أعناقهم السمينة بدل الأنشوطة .
*
مَن يتذكّر العراق الآن ؟
 لندن     03.10.2013




سعدي يوسف

 شاعر عراقي وكاتب ومُترجم، وُلد في ابي الخصيب، بالبصرة عام 1934. اكمل دراسته الثانوية في البصرة. ليسانس شرف في آداب العربية. عمل في التدريس والصحافة الثقافية . غادر العراق في السبعينيات وحاليا يقيم في لندن ونال جوائز في الشعر: جائزة سلطان بن علي العويس، والتي سحبت منه لاحقا، والجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة كافافي من الجمعية الهلّينية. في العام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلفٍ أجنبيّ. في العام 2008 حصل على جائزة المتروبولس في مونتريال في كندا . وعلى جائزة الأركانة المغربية لاحقاً

عمل كعضو هيئة تحرير "الثقافة الجديدة".

عضو الهيئة الاستشارية لمجلة نادي القلم الدولي PEN International Magazine

عضو هيئة تحرير مساهم في مجلة بانيبال للأدب العربي الحديث .

مقيم في المملكة المتحدة منذ 1999.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved