طالب عبد العزيز
في المطعمِ القريبِ من الجِّسرِ،
حيثُ أضعْنا الوقتَ بالحديثِ عن طعمِ النبيذِ،
بينَ النِّساءِ أمْس ِ ..
عن الذين ِيعصرونهُ في القُرى ،خلفَ التِلال ..
على الطاولةِ الأبنوسِ ذاتِها ،
وسط َ نهرِ الضَّجرِ الذي شربناهُ البّارحَةَ..
أنتِ على يمَينِ اللَّوحةِ ،تصدَّعَ إطارُها
وأنا لصقَ النافذةِ ،على البُوسفور .
حيثُ أبحرتِ الأساطيلُ شرقاً ،
قبلَ ألفٍ من السّنين ..
في المطعمِ الّذي تُديرهُ نساءٌ ثلاثْ
أجملهنَّ التي من إكليوُس ،تنورتهُا سوداء
ولا تبدو ممتلئة ً بالقميصِ الذي يَضيقُ ..
وحَّدها ،كانت تجرُّ جرُ المساءَ، خارجَ الباحة ِ ..
بينَ حشدِ الرِّجالِ الثمَّلين .
وبيدينِ واثقتين ِ،هُما الأرقُّ على الزّجاج ِ ،
وكأسٍ من نبيذٍ أحمرَ عتيق ٍ، تعصرُهُ
راحت تُرتِّبُ الليلَ الّذي ينقضي ..
.....
اليومَ ،أتحسسُّ مِقعدَكَ، ثانيةً
على الطاولةِ الأبنَوسِ التي كانتْ بيَننا ،
ومن فُرجَةِ البابِ ،تبدو السَّواحِل ُ نائيةً
مثلَ نساءِ مودلياني الحزينات
لنْ أتأملَ طويلاً، أعناقَ زجاجاتِ النَّبيذِ،
مصفوفةً أعلى البّارِ ..لنْ أبكي النورَ يندحرُ أسفلَ الطاولاتِ ،
سأطوي اللَّوحةَ الَّتي تصدَّعَ إطارُها ،
أعيدُ عليك ِحَديثَنا الّذي لم ْ يكتملْ ،
عنِ طعمِ النَّبيذِ بينَ النِّساءْ
عن الذين يعصرونهُ في القرى ،
خلفَ التلِّالْ .