افتت
حت جمعية الشروق المكناسي أنشطة موسمها الثقافي الحالي بحفل توقيع ديوان" نخلة الروح" للشاعر العراقي المقيم بالرباط فراس عبد المجيد، وذلك يومه: السبت24/01/2009، على الساعة الثالثة بعد الزوال بفضاء فندق الحناء بالمدينة القديمة بمكناس.
وفي مستهل اللقاء رحب رئيس الجلسة الأستاذ ببا هواري خليفة بالشاعر المحتفى به وبالضيوف العراقيين المرافقين له والحضور الكريم، وقد كانت فقرات اللقاء على الشكل التالي:
- كلمة د حكمت داوود(من العراق): رسمت بورتريها للشاعر فراس عبد المجيد على اعتبار أن الاحتفاء بتوقيع ديوانه هو احتفاء بالثقافة العراقية، مشيرا الى تواصل المبدع العراقي يوميا من أجل ربط جسور التواصل الثقافي مع المغرب، مذكرا بالأسفار التي تقاطع فيها مع الشاعر( سفر البدايات وسفر التكوين وسفر الرؤيا..) معتبرا فراس عبد المجيد قريبا من المحطات الثقافية والابداعية لمبدعي العراق الكبار الذين كانوا يرومون الوفاء لتراب العراق وبناء عراق جديد ينتمي للانسان وينتمي الانسان اليه، كما عرج على اهتمام فراس عبد المجيد بالقصيدة الحرة، والمحطات المعرفية التي جمعتهما في أكاديمية الفنون الجميلة حيث شكلا بمعية مبدعين آخرين في أجناس تعبيرية أخرى تيارا تعبيريا في الثقافة العراقية كان هاجسه العمل في اطار خلية واحدة بالرغم من اختلاف الاهتمامات الابداعية بينهم بهدف تشكيل الهوية الثقافية العراقية، كما اشتركا في العذابات والفرح والحلم العراقي لتشكيل حضور متميز في المعادلة العراقية، وهذا
ما جعلهم مستهدفين اما بالسجن او الهجرة...
- كلمة طارق المعروف(فنان تشكيلي عراقي): تناول في كلمته زمالته للشاعر فراس عبد المجيد في الدراسة والفكر والفن، حيث مارسا العمل الثقافي بساحة العراق، فكانت مسيرتهما واحدة حتى في الفكر السياسي، وحينما بدأت شرايين العراق تنبض بالموت، كانت هجرتهما مثل أغلب المثقفين العراقيين ابتداء من السبعينات، واعتبرها هجرة المنفيين الذين يحملون معهم مفرداتهم الثقافية بعيدا عن أرض الموت، وكان أمام مفرداتهم الثقافية الاختيار بين أن تنبت في أرض أخرى أو تموت، فكان فراس عبد المجيد من الذين اختاروا الخيار الاول.
- كلمة عبد المنعم الشويلي(أستاذ جامعي وشاعر عراقي): أكد في إشاراته المكثفة ولمحاته الموحية أن ولادة الشعراء في أرض الأنبياء استتبعت ولادة الانسان الاول والاعمق وهو انسان الرافدين، والذي يمثله اليوم في هذا الحفل الشاعر فراس عبد المجيد...
-مداخلة الاستاذة الزهرة ابراهيم حول ديوان" نخلة الروح": عنونتها ب:" قوس قزح ثقافي: ألوان وظلال الرافدين في ديوان "نخلة الروح""، مركزة على المحاور التالية في مقاربتها:
* ظلال الاساطير
* ظلال الشعر
* ظلال التصوف
* ألوان وانثيالات
- شهادة الشاعرة والروائية اسمهان الزعيم: تناولت بدايات العلاقة الثقافية والانسانية مع الشاعر فراس عبد المجيد، ومدى تشجيعه لها في المجال الشعري ونشره، وأبرزت سجاياه وملامح شخصيته الانسانية والابداعية مركزة على ابداعاته الشعرية والتشكيلية والنحتية... وقد أهدته في ختام كلمتها ترجمتها لقصيدته" الشهيد " من الديوان باللغة الاسبانية التي قرأتها بها على جمهور الحاضرين.
- شها
دة الناقد والشاعر ابراهيم قهوايجي اعتبرت فراس عبد المجيد كتابا تتعدد مداخل قراءته: مدخل الرجل الانسان، مدخل الشاعر، مدخل الفنان التشكيلي ، مدخل النحات، ومدخل الناقد...واعتبرته أيضا شاعرا مغربيا يكتب بأنفاس عراقية، وأشاد ت بدوره في صقل وتشجيع المواهب الابداعية المغربية حينا كان مشرفا على الملحق الثقافي لجريدة الميثاق الوطني، واليه يرجع الفضل، بعد الله، في بروزبعض الأسماء الابداعية الان في المغرب...، كما أشارت الى انشاده الشعري المميز، الذي يتسم بلكنة عراقية واضحة، وأكد الاستاذ ابراهيم من خلال احتكاكه بهذا الشاعر في الملتقيات الشعرية المغربية رهافة حسه وطيبوبة أخلاقه ونبل عواطفه وثقافته الوازنة وجمال شعره.. معتبرا أنه يعد نخلة دافئة في حنايا الروح، لان الذين نحبهم لا نضعهم أبدا بين قوسين....
وفي ختام هذا الحفل قرأ الشاعر فراس عبد المجيد مجموعة من قصائد ديوانه الجديد، كما قرأ قصائد خارج الديوان نالت استحسان الحضور الذي صفق لها كثيرا، ثم وقع الشاعر ديوانه للشعراء والمهتمين والطلبة والتلاميذ على ايقاع حب الكلمة الشعرية ..

فراس عبد المجيد
firasmajid@live.fr
مكناس من إبراهيم قهوايجي
26 يناير 2009

