ها !
ها !
ها !
ها !
الزجاجُ المُضاعَفُ في منزلي
صارَ كلَّ النوافذِ ...
جاؤوا خِفافاً، بسيّارةِ البلديّةِ
ثمّ اعتلَوا، مثل جِنٍّ، سلالمَهم
هكذا استبدلوا، بالزجاجِ البسيطِ القديمِ،
الزجاجَ الـمُضاعَفَ ...
قالوا سلاماً
وعادوا بسيّارةِ البلديّةِ ...
ها أنذا الآنَ في منزلي ذي الزجاجِ المضاعَفِ
منزلِ الغابةِ المطمئنّةِ
في قريةٍ بالضواحي ...
*
يهطلُ المطرُ الآنَ
أمضي إلى النافذةْ ...
غيرَ أنيَ لا أسمعُ المطرَ،
المطرُ، الآنَ، خلف الزجاجِ المضاعَفِ،
أُبصرُهُ :
القطَراتِ الكبيرةَ
والرقصةَ الحُلْمَ في الريحِ ...
لكنني خلف هذا الزجاجِ المضاعَفِ
لا أسمعُ الكونَ ...
كيفَ، إذاً، سوف أسمعُ نفسي ؟
*
العصافيرُ، تأوي إليّ
العصافيرُ منزلُها منزلي
وعلى شفتي منطقُ الطيرِ ...
لكنني الآنَ، عبر الزجاجِ المضاعَفِ
لا أسمعُ الطيرَ
والطيرُ ما عادَ يسمعُني ...
.................
.................
.................
قد تقولُ : البصَرْ ...
حسناً
كلُ شيءٍ بدا غائماً
عبرَ هذا الزجاجِ المضاعفِ ؛
*
لمْ تَبْقَ إلاّ البصيرةْ !
لندن في 20.06.2020