تأليف: مارلين توينينغا
الناشر: دار الفارابي - لبنان(2004)
حجم الكتاب الألكتروني: 2,43MB
بقميص مزهر وسروال فضفاض ووشاح، وهو الزي المرتجل "لمراسلة سلام"، قصدت مارلين توينينغا عشرين بلدا حول العالم كانت معروفة حتى الحين فقط من خلال تقارير زملائها الصحافيين الرجال، ببزاتهم العسكرية وستراتهم الواقية من الرصاص، أي مراسلي الحرب. وخلال بضعة أيام، تقاسمت هذه الصحافية حياة النساء اللواتي نهضن من معاناتهن ومعاناة أطفالهن، ورحن يعاودن، بصبر، نسج شبكة البقاء والسلام. إنه تحرك متواضع يكاد لا يستقطب الأضواء، ولكنه يحيلهن، بدقة مدهشة، الى أسباب العنف - الحقد والخوف - ويقودهن للجوء الى استراتيجيات ووسائل جديدة أو منسية.
فلنتفق بادئ ذي بدء: لعل النساء على أغلب الظن من الناحية البيولوجية، لسن أكثر نزوعا من الرجال نحو السلام والرقة. ولعلهن كذلك - وهذا هو انطباعي في ختام تلك الجولة القصيرة حول العالم - بسبب واقع حياتهن. أما الفرضية التي بوسعنا استشفافها فهي أن تجربة النساء، منذ القدم، في إنجاب الأطفال ورعايتهم وتأمين الغذاء لهم، وتوفير ذلك للرجال أيضا، أي باختصار تجربتهن في الاهتمام بالآخرين، قد أعدتهن إعدادا أفضل من شركاء حياتهن لإرساء قيم وممارسات من شأنها استيعاب الموجة الهائلة من العنف الذاتي التدمير الذي يهدد