نصوصٌ ثلاثةٌ

2013-12-02

تعويض
الطيورُ اختفتْ
فلا حِـدَأٌ تهفو على القمّةِ البعيدةِ
لا مِن يمامةٍ
كانت الريحُ شماليّةً ، وثلجٌ قريبٌ
في الشميمِ ...

انتبهتُ
كانت ثلاثٌ ورقاتٌ مثل الهشيمِ يُحَلِّقْنَ
ويَمْرُقْنَ ...
السماءُ احتفَتْ :
أهُنَّ الطيورُ ؟

لندن 27.12.2012

طائرةُ تدريبٍ تعبرُ النافذة

طائرةُ التدريبِ العائدةُ الآنَ إلى مدرسةِ الطيَرانِ
تَعَدّتْ نافذتي ، متضائلةً ، كالطيرِ ...
سماءٌ بيضاءُ
وأشجارٌ عاريةٌ
وأنا ، المسكينَ ، أُقَفْقِفُ في الغرفةِ
حتى كدتُ أرى ثلجاً يَـسّـاقَطُ حولي ؛
شُهُباً بِيضاً تَـسّاقَـطُ
أوراقاً من كُتُبٍ تَسّاقَطُ
أثوابَ نساءٍ كنتُ عشقْتُ ، قديماً ، تَسّاقَطُ
أسناناً لَبَناً تَسّاقَطُ
تاريخَ بلادٍ يَسّاقَطُ ...
...................
...................
...................
ماذا فعلتْ طائرةُ التدريبِ العابرةُ ؟
الطيّارُ الـغِـرُّ
سيدخلُ مدرسةً أُخرى
وسيقذفُ كلَّ قنابلِهِ
وهو سعيدٌ ...
يَقتلُ فلاّحي نخلِ البصرة !

لندن 04.01.2013


اقـتِـســامٌ

بين شقّةِ " هَـيْـرْفِيلْد " والبصرةِ ، البحرُ
بينهما قارّتانِ
وسبْعٌ طِباقٌ ...
وبينهما كلُّ ما يَفصِلُ المرءَ عن أصلِهِ
كلُّ ما يصِلُ المرءَ ؛
بل كلُّ ما يصِلُ المرأة المستحيلةَ
بالمستحيلِ .
أتدري كم استمتعتْ نحلةٌ وهي تشتارُ مني العسلْ ؟
لا تقُلْ : إن نخلةَ حمدانَ أجملُ !
هل تعرفُ السنديانَ ؟
إذاً خَـلِّـنا نتفاهمُ :
خُذْ إلى بيتِكَ البصرةَ ، الأهلَ والنخلَ
واترُكْ ليَ الشقّـةَ المستكنّةَ بين الصنوبرِ والسنديان ...

لندن 11.01.2013

سعدي يوسف

 شاعر عراقي وكاتب ومُترجم، وُلد في ابي الخصيب، بالبصرة عام 1934. اكمل دراسته الثانوية في البصرة. ليسانس شرف في آداب العربية. عمل في التدريس والصحافة الثقافية . غادر العراق في السبعينيات وحاليا يقيم في لندن ونال جوائز في الشعر: جائزة سلطان بن علي العويس، والتي سحبت منه لاحقا، والجائزة الإيطالية العالمية، وجائزة كافافي من الجمعية الهلّينية. في العام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلفٍ أجنبيّ. في العام 2008 حصل على جائزة المتروبولس في مونتريال في كندا . وعلى جائزة الأركانة المغربية لاحقاً

عمل كعضو هيئة تحرير "الثقافة الجديدة".

عضو الهيئة الاستشارية لمجلة نادي القلم الدولي PEN International Magazine

عضو هيئة تحرير مساهم في مجلة بانيبال للأدب العربي الحديث .

مقيم في المملكة المتحدة منذ 1999.

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved