أيتها البصرة هذا ولدك إسماعيل فهد إسماعيل، ضمخيه بنوارس سبيليات وبنكهة شارع الوطن في سبعينات ما مضى وعطريه برائحة الشاي السنكين في مقهى بطرس، في البصرة القديمة .
فما ( يحدث أمس )، يحدث الآن أيضا و( طيور التاجي ) هي طيور البصرة بتوقيت شهداء أيلول 2018 بطبعة منقحة ومزيدة .. يا إسماعيل فهد إسماعيل .. لم تتوقف أقدامنا بعد ذلك الضحى في السبيليات، وأنت رايتنا إليها، قادتنا الحافلة من شيراتون البصرة في مربد 2016، حفنة من قناديل البصرة وبغداد، أختاروا أن يكونوا معك في تلك المضافة الخصيبية الرحبة، حيث أستقبلتنا ما تبقى من هامات النخيل بشمخوها وتلك الوجوه العريقة، بطيبتها من أخوالك وذرياتهم الطيبة.. ودار الكلام والقهوة دارت حول روايتك ( السبيليات /ما لم يرد ذكره من سيرة حياة أم قاسم )..
في 2018 زيارتك الأخيرة إلى البصرة، أعطيتني ( صندوق أسود آخر ) مخطوطتك الروائية، فاستعدت ُ صندوق زينب في روايتك ( العنقاء والخل الوفي ).. تقول في ص81 من ( صندوق أسود آخر: ( لا أؤمن بالصدفة بصفتها مفتاح تحولات أخيرة طرأت على حياتي ) هنا أختلف معك : البارحة أنتهيتُ من قراءتي الثانية لروايتك ( صندوق أسود آخر ) وأنا ارتبُ جدولة قراءتي المنتجة نقديا لروايتك هذه . هل جرى ماجرى عن طريق الصدفة ؟ ألا تضمر هذه الصدفة / المصادفة، ألا تضمر في جوانيتها قوانين الضرورة ؟ صفحة توقيعك لي على الورقة الأولى من المخطوطة التاريخ هو 17 فبراير 2018، لماذا لم تكتمل قراءتي إلاّ البارحة ؟ هل كنا نتوادع بطريقة تليق بما بيننا ؟
عرفتك منذ النسخة الأولى من روايتك المدوية ( كانت السماء زرقاء ) وبعدها بسنوات عثرت على ( البقعة الداكنة ) محاولتك القصصية الأولى 1965، ثم عرفتك شخصيا فتعمقت محبتنا لبعضنا، بتوقيت سقوط الطاغية، وصرت تزودني بمخطوطاتك الروائية قبل طبعها، وهذا كثير ٌ بالنسبة لي، وصرت تزودني أيضا بروايات مطبوعة لأخوتنا من أدباء الكويت . ما العمل ؟ لقد اكتمل كتابي النقدي عن بعض رواياتك، وقد أخبرتك بذلك سابقا، لكن بغيابك أراه كتابا ناقصا، عذراً فأنا لا أزدرد هذه اللقمة الأجنبية ( موت المؤلف ) .