أن تكونَ على التلّ ...
أرتقي في الصباحِ الـمُـبَكِّر، تلّةَ هَيْرْفِيلْد
معتمِداً عَـصَـوَيَّ اللتينِ تُعِينانِ ساقَيَّ
( قد وهَنَ العظْمُ مني كما تعْلَمُ ) ...
العشبُ أخضرُ
والـمُرْتَقى ضيِّقٌ
(هو أصْلَحُ للماعزِ)
الشمسُ أوضَحُ في الـمرتقى آن أبْلغُ هضْبَتَهُ؛
من هنا سأرى كونَ هَيْرفِيلدَ أوضحَ:
تلكَ البيوتَ التي جئتُها منذُ ألفَينِ ...
تلكَ البيوتَ المطابخَ
أو غُرَفَ النومِ،
حيثُ الخنازيرُ ترعى نهاراً
لكي تتسافدَ في الليلِ.
ألْمحُ طائرةً تُشْبِهُ الحوْمَ
(مدرسةُ الطيَرانِ القريبةُ سوف تؤهِّلُها للقنابلِ)
كان ضبابٌ شفيفٌ على القريةِ .
الشارعُ انطَمَسَ ...
*
أنْ تكونَ على التلِّ
أفضلُ من أن تُخَوِّضَ في الوحْلِ ...
*
ما هذه الحكمةُ المتأخرةُ ؟
*
الآنَ تهبطُ،
لكنْ لتنتظرَ الصبحَ
والـمُرتقى !
سأرحلُ في قطارِ الفجرِ:
شَعري يموجُ، وريشُ قُبَّعَتي رقيقُ
تناديني السماءُ لها بُروقٌ
ويدفعُني السبيلُ بهِ عُروقُ
سأرحلُ ...
إنّ مُقتبَلِي الطريقُ.
سلاماً أيها الولدُ الطليقُ!
حقائبُكَ الروائحُ والرحيقُ
ترى الأشجارَ عندَ الفجرِ زُرقاً
وتلقى الطيرَ قبلكَ يستفيقُ.
سلاماً أيها الولَدُ الطليقُ
ستأتي عِندكَ الغِزلانُ طَوعاً
وَتَغْذوكَ الحقولُ بما يليقُ.
سلاماً أيها الولدُ الطليقُ!
سلاماً آنَ تنعقدُ البروقُ.
محمَّد مظلوم
دمشق 12-6-2021