ومن الغزَلِ ما خذلَ وسفلَ !

2021-08-27

 أتذكرين يا ساذجةَ الأمسِ

قوامَك النحيفْ

وزغبَك الضعيفْ

أنا الذي نزعتُ من جناحكِ المهيضْ

خوافيَ العصفورْ

أنا الذي زرعتُ في جناحكِ الرهيفْ

قوادمَ النسورْ

مخالبَ الكاسرِ والطائرِ في العلياءْ

أنا الذي ملّكتكِ الصولةَ َفي الفضاءْ

أنا الذي صيّرتُكِ البراقَ يمخرُ السماءْ

فلْتنزعي من جِلْدِك الحرباءِ طيلسانَ الغاب

ولْتُقلعي من فمكِ الأنيابْ

دعي حبيبَك الظامئ ينقضّ على تورّمِ الرضابْ

دعي أصابعي تجوبُ في سرائر الأنوثةِ العِجابْ

أتوه في بياضِك الندّيِّ كالسحابْ

فلا تفتتي إرادتي

لأننا- مذْ خلق اللهُ لنا نفوسَنا- ألبسني السماحَ و الثوابْ

أطعمني المنَّ ، أذاقني الشهدَ

سقاني خمرةَ الأعنابْ

لكنه أطعمكِ العلقمَ والمرارْ

ألبس فيكِ الجمرَ والعقاب

عودي إلى طباعك الأولى كما النمير

صديقة ًميسورةَ القياد

طيّعة ً ناعمةَ الملمسِ كالحرير

جذّي مخالبَ الوحوشِ في السريرِ

كوني ميسما يشعُّ بالرحيقَ والعبيرْ

و غيمةً تطهّرُ الأديمَ بالطَّهورِ

لتنشرُ البهاءَ والرواءَ في مواسمِ الحنين

لكنّ فيك الصلَفَ المكينْ

ما زلتِ تنكرينْ

بأنني رصّعتُ في ظلامكِ النجومَ والشهُبْ

زرعت في طريقك القاحلِ أحلى الورد والعشبْ

وكلما ارتميتُ ،مضْنىً، من غزارة ِالتعبْ

أو أمعنت عينايَ شيئا من محاسنِ الأدبْ

يلوحُ لي ضياكِ سلسلا من زائفِ الذهبْ

يكفي فمي لذاعةُ الحصرمِ إنْ لم أطُل العنبْ

لأنني في كومةِ الجمْرِ محالٌ أنْ أُغازل الرّمادْ

يا امرأةً في جيدِها الحبالُ .. ياحمّالةَ الخصام والشغبْ

لأنكِ الجَمْرُ ...سليلةُ الحقْدِ

ربيبة ُالفتنةِ والأوارِ واللهبْ

في صدرِكِ النارُ تؤججُ السماءَ وابلاً من الحمـمْ

في قلبيَ الغارقِ بالركامِ وانتكاسةِ الألـمْ

 

جواد غلوم

خريج كلية الآداب/جامعة بغداد / قسم اللغة العربية لعام 1974-1975. عمل في التدريس بعد التخرج لغاية العام/1990 وفي الصحافة وهو طالب في الجامعة ونشرت في معظم الصحف والمجلات وقتذاك. سافر إلى خارج العراق بسبب الاضطهاد وظروف الحصار وعمل خلالها أستاذا في الأدب العربي/ ليبيا. عاد للعراق سنة/2004 وينشر في العديد من الصحف الورقية والالكترونية. ولديه اربع مجموعات شعرية مطبوعة وكتابان بعنوان / مذكرات مثقف عراقي أوان الحصار، و قطاف من شجرتَي الادب والفن وهي مقالات في النقد الادبي .

jawadghalom@yahoo.com

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved