قاعة ود" تحتفي بالفنان طارق المعروف

2012-09-16
 الحلة التي غنى الشعراء بجمال طبيعتها ووفرة مائها، كانت قبلة العراق تاريخياً،  بآثارها وعلمائها وأدبائها وفنانيها، استضافت ابنها المغترب الفنان طارق المعروف في جلسة احتفاء على قاعة الود للفنون يوم الجمعة الماضي. واستقبل المعروف الحضور بكلامه الدافئ: "أجمل ما في زيارتي لمدينتي هذا اللقاء مع النخبة والأحبة والأصدقاء من فنانين وشعراء"، ثم تحدث عن منجزه الفني ذاكراً انه عمل بعد تخرجه في مصهر البرونز التابع لوزارة الثقافة والإعلام, وعمل تصاميم وأعمالاً نحتية ورسم للمتحف الحربي العراقي آنذاك. كما اوضح انه صمم نصب الفارس العربي,، وشارك مع أستاذه محمد غني حكمت في عمل "مقامات الحريري" للواسطي، ثم شارك في مسابقات ثقافية وتشكيلية داخل العراق، وفاز بالجائزة الأولى للمسابقة المعلنة للشهيدة الفلسطينية دلال مغربي، وفي عام 1979 بعد أن أوصدت بوجهه كل الأبواب توجه إلى المنفى أسوة بمن حاربتهم سياسة النظام السابق من قوى اليسار فقد كان محملاً بكل آلام العراق وكل حسراته، توجه لدولة المغرب الذي واصل فيها عطاءه الفني، ودرس في معاهدها الفنية، حيث قام بأعمال نحتية منها "نصب استذكاري للمسيرة الخضراء". ثم أقام معارض تشكيلية منها معرض "الطلقة الطعنة" الذي بين فيه سياسة النظام السابق في حروبه العبثية وقتل مئات الآلاف من أبناء شعبه، وروى ان من ضمن زائري معرضه كان السفير العراقي في المغرب، الذي ابدى امتعاضه وانزعاجه من هذا الفن الكاشف لسياسة النظام من خلال لوحاته التي تمثل الألم والجراح للشعب العراقي, فالطلقة والطعنة تمثل آلام الشعب الإنسانية , وبسببهما فقد الصديق والعالم والمثقف والأديب والفنان والسياسي, فقدت عقولاً كان يمكن لها ان تغير وجه العراق. بعد هذا المعرض الذي استفز به السلطة وسفارتها, تكالبت الأشياء و توجهات النظام لمحاربته, فبحث عن منفى آخر يحميه من الموت أو القتل, فكانت محطتهُ التالية "كندا" وهو مقيم فيها لحد الآن, تعرف على شبابها الفنانين ومارس النحت معهم واستفاد من خبراتهم الفنية, ثم قدم لهذا البلد الكثير من أعماله, حيث ساهم بأكثر من "12" معرضاً داخل وخارج كندا.
وقد عرض أعماله على "الداتا شوب", تلك الاعمال التي حملت الكثير من نكبة الأمس البعيد لبابل مدينة التاريخ والحضارات والأساطير والملاحم الملونة بطقوس الحاضر, حيث طوع مادة البرونز وجعلها مرآة عاكسة لأفكاره ومواقفه في الدفاع عن القضايا العادلة, ولأنه ابن بابل، فقد حملت منحوتاته رموزاً وإيحاءات بابلية تحكي حكاية الإنسان في قمة جماله وروعته وإبداعه, وفي أقسى إحباطاته وانكساراته, فحاور مادة البرونز وجعلها لحناً يترجم الحدث بكل تفاصيله , وخلق منها وحدات حملت لغة تشكيلية ميزت عملهُ وجسمت بصمتهُ الملتصقة بالواقع, والمستمدة قوتها من جذورها الممتدة في أعرق الحضارات.
كانت هنالك مداخلات عدة لفناني وأدباء بابل، منهم د. عاصم عبد الأمير ود. سلام حربة, وطلبوا من الفنان المحتفى به المساهمة بوضع نصب تذكاري أوصى به شيخ النحاتين الراحل "محمد غني حكمت" يجسد معالم بابل الحضارة, وقد ابدى المعروف استعداده للقيام بذلك فيما لو قررت حكومة بابل المحلية دعم هكذا مشروع.
www.tarikalmarouf.com

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved