في شارعِ موسى بنِ نُصَيرٍ
في آخرِهِ
إذ ينعطفُ الناسُ إلى السوقِ ،
هناك المقهى .
سأقولُ :
زبائنُ هذا المقهى هنَّ قحابٌ غابتْ نُضْرَتُهُنَّ مع الزمن القاسي
والليلِ المثقَلِ
والمهمَلِ ...
هنَّ يجئنَ صباحاً ، كلَّ صباحٍ ، يُفْطِرْنَ هنا
شاياً وشطيرةَ جُبْنٍ بلديٍّ ،
ثم يَطِرْنَ إلى ركْنٍ في الشارعِ ، غيرِ بعيدٍ
ويقِفْنَ هناكَ ، الساعاتِ ... الساعاتِ ؛
يثرثرْنَ
وينظُرْنَ
أيأتي شيخٌ ريفيٌّ
سائقُ شاحنةٍ
بائعُ أسماكٍ جوّالٌ ...
يأخذُ واحدةً منهنَّ؟
.........................
.........................
.........................
ما عُدْنَ كما كُنَّ :
الزمنُ القاسي غيّبَ نُضْرَتَهُنَّ .
وهذا الشارعُ لا يرحمُهنّ ...
*
أنا أجلسُ كلَّ صباحٍ في هذا المقهى
فنجاني يبرَدُ ،
والشارعُ يخمدُ ،
لكني أحكي، في صمتي ، معهُنّ ...
طنجة 21.02.2013